امرأة قوية لم تكسرها عقبات وتحديات الزمن والنظر من زاوية واحدة لمهن اعتبرها البعض حكرا على الرجال، عرف عنها التفوق والتميز فى عملها فى مجال الإعلام واستطاعت أن تكسر قيود الواقع المجتمعي آنذاك، برفض وجود النساء في المناصب العليا، حتى أصبحت أول سيدة تتقلد رئاسة التليفزيون المصري، منذ إنشائه. التقرير التالى يرصد لمحات عن حياة تماضر توفيق أول سيدة تتقلد رئاسة التليفزيون المصري الذي كان ومازال الأب الروحي لمنظومة الإعلام في مصر. حصلت "توفيق" على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، وكانت تهوي المسرح، فانضمت إلى فريق مسرح الكلية ونفذت عدة أدوار مع الفريق في مسرح دار الأوبرا المصرية القديمة، ثم انضمت بعد ذلك إلي فريق مسرح الأوبرا، والتحقت بالعمل في الإذاعة المصرية عقب تخرجها، ولكن حبها للمسرح وجهها لتكوين فريق مع زملائها في الإذاعة للتمثيل. بدأت تماضر توفيق مشوارها الإعلامى من الإذاعة، حيث تولت العديد من المناصب، منها رئيسة لقسم المسلسلات ومراقبًا للتنفيذ الإذاعى، إضافة لكونها مشرفا على البرنامج الأوروبى والبرامج الأجنبية بالإذاعة ما أدى لاختيارها للسفر لأمريكا لدراسة فن الإخراج التليفزيونى عام 1960 لتكون بذلك أول مخرجة فى تاريخ التليفزيون. لم تمنعها المناصب من ممارسة عشقها الأول كإعلامية لها دورها ورسالتها فى عرض مشاكل الجمهور بموضوعية وجرأة من خلال برنامجها التليفزيونى الناجح "وجها لوجه". كانت تهوي المسرح، فانضمت إلي فريق مسرح الكلية وقدمت مع الفريق في مسرح دار الأوبرا المصرية القديمة، وانضمت بعد ذلك إلي فريق مسرح الأوبرا. سافرت في بعثة لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن، وكانت من أوائل الإذاعيات المصريات اللاتي سافرن في بعثات دراسية، وبعد عودتها عينت رئيسة لقسم التمثيليات بالإضافة إلي تقديم البرامج وقراءة نشرات الأخبار، ثم انتقلت إلي البرامج الأجنبية بالإذاعة، وعملت مساعدا للمراقب العام بها، وكانت بذلك أول سيدة تشرف علي القسم الأوربي بالإذاعة المصرية وفي عام 1957 كانت ضمن أول بعثة تذهب إلي أمريكا باسم التليفزيون المصري. وفي عام 1977 أصبحت رئيسا للتليفزيون المصري وظلت في هذا المنصب حتي عام 1985، وكان هذا هو آخر منصب شغلته قبل أن تتوفى في الثامن من يونيو 2001 .