صفقة القرن باتت هي الشاغل الرئيسي اليوم للمراقبين والسياسيين في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع اقتراب موعد ورشة البحرين التي تنظمها الادارة الأمريكية في العاصمة المنامة لجمع مليارات الدولارات لصالح الفلسطينيين من أجل استثمارها في الضفة والقطاع في إطار خطة التسوية الأمريكية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمعروفة إعلاميا باسم صفقة القرن. واستباقا للورشة الاقتصادية في البحرين، يجري المسؤولون الأمريكيون جولات ماراثونية استعدادا لهذا الحدث، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "جاريد كوشنر"، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، مهندس صفقة القرن، يطير إلى الشرق الأوسط؛ لحشد الدعم لخطة الإدارة الأمريكية للسلام. ويقول مسئول بالبيت الأبيض: إن "كوشنر"، إلى جانب مبعوث "ترامب" الخاص بالمفاوضات الدولية "جاسون جرينبلات"، والمبعوث الخاص لإيران "براين هوك"، في المغرب الآن سيتوجهون لزيارة الأردن وإسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع. تأتي الزيارة في الوقت الذي تستعد فيه الولاياتالمتحدة لطرح الجزء الاقتصادي من الخطة في مؤتمر في البحرين في أواخر يونيو، وسط مقاطعة فلسطينية ورفض لخطة السلام، في حين أعلنت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر أنها ستشارك. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الفريق الأمريكي سوف يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس المقبل. ومن ناحيته دعا المجلس التنسيقي للقطاع الخاص الفلسطيني رجال وسيدات الأعمال الفلسطينيين إلى مقاطعة ورشة العمل الاقتصادية التي تخطط الولاياتالمتحدة لعقدها في البحرين نهاية الشهر القادم. وقال المجلس في بيان "نثمن الموقف المشرف من جميع الشخصيات الفلسطينية التي وُجهت لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر ورفضت ذلك، وندعو رجال وسيدات الأعمال الفلسطينيين، أينما كانوا، للمقاطعة الشاملة لهذا المؤتمر التصفوي، والالتزام بالإجماع الوطني الفلسطيني بكل أطيافه، الرافض لهذا المؤتمر". وأهاب المجلس بجميع رجال وسيدات الأعمال العرب والمسلمين، وجميع أفراد ومؤسسات القطاع الخاص أينما كانوا، للتعبير عن تضامنهم مع عدالة قضيتنا برفض المشاركة في هذا المؤتمر. ومن ناحية أخرى أعلن رجل الأعمال الفسلسطيني، أشرف جعبري، أنه سيشارك في مؤتمر أو ورشة المنامة، التي تقيمها الإدارة الأمريكيةبالبحرين الشهر القادم. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن "جعبري" سيصبح أول ممثل فلسطيني يؤكد حضوره المؤتمر بشكل رسمي. و"الجعبري" هو رجل أعمال كبير يعمل في مجالات السيارات والمواد الغذائية، وهو واحد من كبار قبيلة جعبري، إحدى اكبر العائلات والقبائل في الخليل. ولفتت القناة إلى أن جعبري تلقى دعوة لحضور المؤتمر بسبب منصبه حيث يشغل منصب رئيس قطاع التنمية والتطوير الفلسطيني في المكتب التجاري والصناعي للضفة الغربية. ووصف محللون إسرائيليون ورشة المنامة بأنها بمثابة حفل عرس لكنه بدون العروس، حيث تمتنع السلطة الفلسطينية عن حضور المؤتمر، مؤكدة أن الشق الاقتصادي لن يغني عن الجانب السياسي في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وتوقع محللون أن يكون مصير صفقة القرن مثل مصير سابقاتها من المبادرات الأمريكية الرامية إلى حل النزاع، وهو الفشل الذريع.