يبدو أن خطوات التصعيد المتخذة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد إيران ستؤدي في النهاية إلى كارثة غير مقصودة تعزز احتمالات الحرب بين واشنطنوطهران، إذ أن سيناريو الحرب أصبح مطروحا عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي في مايو الماضي، ومع استئناف إيران برنامج التخصيب النووي فلن يكون أمام واشنطن إلا استخدام القوة لردع عدوها بالمنطقة. وتقول مجلة "فورين أفيرز" إن أمريكا ستختار الحل العسكري باعتباره أفضل رد لمنع البرنامج النووي الإيراني، موضحة أن التصعيد أصبح أمر حتمي تزامنا مع الضغط الاقتصادي الذي تمارسه الولاياتالمتحدة على إيران، وتصنيفها للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وإلغاء إعفاءات بعض الدول التي سمحت بشراء النفط الإيراني. وأضافت: أن المواجهة أصبحت قريبة وحتمية مشيرة إلى أن نشر واشنطن مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات "بي 52" هي رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني بعدم تحدي الولاياتالمتحدة. وسلطت المجلة الضوء على رد إيران وعدم وقوفها مكتوفة الأيدي، إذ أن الرئيس حسن روحاني علق التزام بلاده بالاتفاق النووي مهددا أوروبا بانسحاب كامل، وفي رد على أرض الواقع قامت طهران بتخريب 4 ناقلات نفط قرب ميناء الفجيرة الإماراتي بينهما سفينتين سعوديتين وواحدة إماراتية وأخرى نرويجية. لم تكتف طهران بذلك، بل لجأت إلى تدمير خط أنابيب سعودي في منشآت نفطية، ورغم عدم ثبوت ضلوعها رسميا، إلا أن الواقعة اعتبرت بمثابة انتقام أو رسالة تحذيرية من إيران. واصلت واشنطن التصعيد بتسريب معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تهدد المصالح الأمريكية، وتصاعدت اللهجة التحذيرية لواشنطن والرئيس ترامب نفسه الذي أكد أن طهران "ستعاني كثيرا" إذا واجهت الولاياتالمتحدة، وكررت وأمريكا التحذير من الدخول في حرب وإبداء استعدادها للرد بالقوة. وأشارت المجلة إلى أن تجنب التصعيد والمواجهة بين الطرفين أمر صعب نظرا لتمسك الطرفين بعدم التراجع، موضحة أن خيار التفاوض أصبح غير محتمل في ظل سلوك إيران وعدم ثقتها بالإدارة الأمريكية الحالية، لكن السيناريو الذي يمكن أن تتخلى فيه طهران عن أملها هو الإطاحة بالرئيس ترامب في انتخابات 2020. وأوضحت: أن ال 18 شهرا المتبقية على الانتخابات هي فترة طويلة لتحمل الضغط الاقتصادي والسياسي الذي تمارسه الولاياتالمتحدة ضد إيران، مستبعدة أن تلجأ طهران للالتزام باتفاق مع الولاياتالمتحدة بعد تهديدها بالانسحاب من الاتفاق النووي، وأشارت إلى أن التصعيد والحرب هو الخيار الأسهل إذا وسعت إيران برنامجها النووي او قيامها بشن هجمات على الولاياتالمتحدة وحلفائها. وأكدت: أنه وقتها لن يكون أمام الولاياتالمتحدة سوى خيارين إما القبول ب"الاذلال" أمام الاعتداء الإيراني أو استخدام القوة العسكرية ودخول البلاد في حرب، وذلك رغم التصريحات الرسمية من الطرفين حول نية التفاوض واستبعاد بعض المسؤولين من الطرفين سيناريو الحرب.