أكد الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر السابق، أن الله ( عز وجل) له أسماء وصفات , وأن الناس يحيون بين أسماء الله (تعالى) وصفاته , ومن أسماء الله أنه الرحمن , وأنه الرحيم ، وتجلت هذه الرحمة بعدم ترك الله (تعالى) للإنسان في هذه الحياة سدى, قال تعالى: " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ، وهو مظهر عظيم من مظاهر رحمة الله للبشرية جمعاء، فقد شاءت إرادة الله أن ينزل تلك الرحمة في كتاب هو القرآن الكريم، مشتمًلا على الهدى والنور ، قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ". وأوضح عوض، خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين والذي تنظمه وزارة الأوقاف يوميا طوال شهر رمضان، أن من رحمة الله تعالى على البشر أنه أنزل التوراة على موسى (عليه السلام) فيها هدى ونور ، قال تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ"، وأنزل على عيسى (عليه السلام) الإنجيل فيه هدى ونور ، قال تعالى :" وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ" , وأنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) القرآن الكريم , وخص القرآن بأنه للبشرية جمعاء , وأنه مهيمن على ما سبقه من الكتب , قال تعالى: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"، فالكتب السماوية جاءت بهدى ونور للناس، والقرآن الكريم له خصوصيات ترقى بالأمة نحو الرقي والحضارة. وأكد أن للنص القرآني خصائص كثيرة ، منها : أن الله تكفل بحفظه , ولم يتركه للبشر ، قال تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" , وأنه مُتعبد بتلاوته , فكل حرف بعشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها ,كما أنه عين معجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) , تحدى به البشر أجمع في زمن نزوله وبعد نزوله فوقفوا عاجزين عن الإتيان بسورة من مثله ، قال تعالى: " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" . وتابع: أن من خصائص النص القرآني أنه كُتب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فإسناده متصل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الذي تلقاه من جبريل (عليه السلام) عن رب العزة (جل وعلا) ، وبهذه الخاصية يتميز القرآن على جميع الكتب.