قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الخيّرة ثابتة للشعب المصري في أن نتخذ منهم الأقوياء الذين يدافعون عن الأرض والعرض والدين والشرف، فالإنسان المصري قوي ومتماسك بطبعه، ولذا لا غرابة أن نجد مظاهر متعددة للتعايش بين المسلمين وغير المسلمين، فأفراحهم وأحزانهم وسعادتهم مشتركة وكشف «المفتي» خلال لقائه ببرنامج «الله أكرم» المذاع على فضائية «سي بي سي» أن المسيحيين كان يشغلون القرآن الكريم في بيوتهم برمضان، ويشاركون المسلمين في إعداد موائد الرحمن، وهذا يدل على التعايش المُشترك بين أطياف المجتمع. وذَكر أنه ثبتت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الوصية بأهل مصر في الحديث: «إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا»، رواه الحاكم في "المستدرك" (4032) واستدل «المفتي» خلال لقائه ببرنامج «الله أكرم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، بحديث ثاني قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا». رواه مسلم (2543). وتابع: في حديث ثالث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ» رواه الطبراني في "المعجم الكبير» برقم (561)، وفي حديث رابع قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ، جُعْدٌ رُءُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ» يَعْنِي قبطَ مِصْرَ، رواه أبو يعلى برقم (1473). وتابع: وأوصانا الإسلام بالجار خيرًا سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم؛ فلقد ورد عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذُبِحَتْ له شاة في أهله، فلما جاء قال: أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» رواه أبو داود والترمذي واللفظ له. ولفت إلى أن السنة النبوية أمرت بالإحسان بالجار وعدم التطاول عليه وإيذائه؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الخطيب البغدادي، وفي حديث آخر: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود في "سننه". ونوه مفتي الجمهورية، بأن مصر مكون بيئي لشخصية فريدة؛ لأنها غذت الإنسان المصري بجملة من المقومات لم تكن في إنسان آخر، لافتًا إلى أنه بتتبع التاريخ عن الشخصية المصرية نلاحظ تفرد، ولذلك لا نستغرب وصية الرسول –صلى الله عليه وسلم- لأهل مصر بأننا نحسن التعامل مع أهل مصر عندما ندخل هذا البلد.