استهل المستشار محمد السعيد الشربيني، كلماته قبل النطق بالحكم في القضية رقم 2278 جنايات أمن الدولة العليا طوارئ لسنة 2018، والمقيدة برقم 102 حصر كلى لسنة 2018، ورقم 1370 حصر أمن الدولة العليا لسنة 2017، ورقم 109 جنايات أمن الدولة العليا لسنة 2018 والمعروفة إعلاميا ب "كنيسة مار مينا بحلوان"، بكلمات الذكر الحكيم، بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"، مشيرا إلى أن هذه القضية بما فيها من أحداث ووقائع تجاوزت كل معاني الرحمة والإنسانية أزهقت فيها أرواح بريئة دون ذنب أو جريمة اقترفتها، فكان على المحكمة أن توجه فيها رسالتين الرسالة الأولى لأعداء الوطن الذين كانوا ولا يزالون يسعون إلى بث أسباب الصراع والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد. وتابع رئيس محكمة الجنايات، باسم الإسلام والمسيحية أقول إن الله سبحانه وتعالي أمرنا أن نحافظ على دور العبادة، من مساجد وكنائس لما لها من قدسية فإن هدم الكنائس والعدوان عليها حرام شرعا لما فيها من ذكر الله، فلم نسمع على مر التاريخ خلال 15 عاما عن هدم او عدوان علي مسجد أو كنيسة إلا علي يد التتار، وتشير المحكمة إلى أن هناك أياد خفية تشعل نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتستخدم المرتزقة في العدوان على المساجد والكنائس، مثلما يفعل تنظيم داعش الإرهابي من هدم وحرق وانتهاك الأعراض ومثل ما تفعله التيارات المتشددة وهؤلاء أبعد ما يكونوا عن مبادئ الرحمة السماوية. ولذلك والمحكمة جزء من كيان المجتمع وضمير الوطن تناشد شعب مصر أن حافظوا علي وطنكم مصر بأرواحكم وفكركم الرشيد ولا تجعلوا مثل هؤلاء سبيلا للفرقة بينكم ومصر إن شاء الله في رباط إلي يوم القيامة. أما عن الرسالة الثانية فهي عن القصاص وعقوبة الإعدام، فقال رب العزة "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ"، والمشرع هو الله ورب الناس جميعا، فمن شرع القصاص هو الله عز وجل فقال "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ". أشار المستشار الشربيني، إلى أن جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد بينة، فقد ترك نفسه للشيطان الذي يرتدي ثوب الواعظ، وبعد أن خطط توجه لتنفيذ جريمته الأولى فقتل سائقا بسكين حتي فاضت روحه إلي بارئها وسرق سيارته، وفي ديسمبر 2017 توجه لمحل العجايبي وقتل الشقيقين وشرع في قتل من حاولوا إنقاذهما، ثم توجه مسرعا لكنيسة مار مينا وفي طريقه قابل سيدة وما أن تبين حقيقتها حتي أطلق عليها النار وتركها غارقة في دمائها، وما أن وصل إلي الكنيسة وشهد سيدتين تقفان على جانب الكنيسة حتي أطلق النار عليهما فأرداهما قتيلتين، وما أن هب حارس الكنيسة حتي أطلق عليه النار فأرداه قتيلا، ثم أطلق النار على صاحب محل أمام الكنيسة فقتله أيضا. أن نفسا بهذه الوحشية والقسوة لم تترك إلى المحكمة طريقا للرحمة ولكنها تركت طريقا للقصاص فقط، ولهذا وبعد الاطلاع علي الأوراق، قررت المحكمة معاقبة إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفي، عادل إمام محمد بالإعدام شنقا عما أسند إليهما، ومعاقبة محمد فتحي عكاشة، ومحمد إسماعيل إسماعيل، بالسجن المؤبد. ومعاقبة إبراهيم الدسوقي، وسالم متولي سالم، وكارم ضيف عبدالرازق، وشوربجي محمد، بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة علاء الدين منصور حسن ابراهيم وطه عبدالتواب بالحبس مع الشغل لمدة 3 سنوات. وبراءة محمد عنتر ياسر عوض، والزامهم بالمصروفات الجنائية، واعتبار المحكوم عليهم ابراهيم اسماعيل وعادل امام ومحمد فتحي عكاشة إرهابيين. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى وعضوية المستشارين وجدى عبد المنعم والدكتور على عمارة بسكرتارية أحمد مصطفى ووليد رشاد. وكان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أمر بإحالة 11 متهمًا للمحاكمة الجنائية في الواقعة المعروفة إعلاميًا ب"أحداث كنيسة مار مينا العجايبي والبابا كيرلس السادس بحلوان"، لاتهامهم بتأسيس وتولي قيادة والانضمام لجماعة تكفيرية، وتمويل عناصرها، وقتل 9 مسيحيين وفرد شرطة، والشروع في قتل آخرين، ومقاومة رجال الشرطة بالقوة والعنف.