نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا عن الآثار التي خلفتها الانتخابات المحلية التركية على الحزب الحاكم في أنقرة وعلى فرص أردوغان في تشديد قبضته على مقاليد الأمور في البلاد. وكشف التقرير أنه بعد أن تم عزله من السلطة لمدة أربعة عقود، أصبح حزب الشعب الجمهوري بقيادة أكرم إمام أوغلو، أحد الرموز المعارضة التركية، اليوم قاب قوسين أو أدني من تولي زمام الأمور في البلاد. ووفقا لما نشرته مجلة الفورين بوليسي،اليوم الجمعة، تمكن أكرم أوغلو من توسيع قاعدته الشعبية وإستطاع جذب حشودًا من آلاف المؤيدين له وهو ما يشكل تهديدا واضحا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأشار التقرير الذي تناولته الفورين بوليسي، إلي حضور أكرم أوغلو إلي ضريح مصطفى كمال أتاتورك، وهو التقليد المعتاد من الفائز في الإنتخابات في تركيا. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن إمام أوغلو يعتب شكلا من أشكال التحدي الذي يواجهه أردوغان، إذ أنه كاد أن يفقد الحزب الحاكم توازنه في إسطنبول. وبحسب ما نشره التقرير أوضح أوغلو أن أردوغان خاض معاركه القانونية على صحة الإنتخابات وإذا ما كان هناك تجاوزات في إسطنبول أم لا لأن الحزب الحاكم لم يتوقع أبدا أن ينتهي به الأمر خاسرا في المدينة التي سيطر عليها 25 عاما. وأضاف أوغلو ان عقلية الأتراك تغيرت فهم يحتاجون أمل وأظن أنهم يرون ذلك في شخصي وليس في أردوغان وحزبه. بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإن الانتخابات المحلية التي جرت في الشهر الماضي لم تكن طبيعية. عانى الحزب من أخطر نكسة انتخابية منذ 16 عامًا في السلطة، حيث كانت هناك معارضة موحدة بشكل غير عادي. إن خسارة اسطنبول لن تكون مجرد ضربة مالية لحزب العدالة والتنمية؛ بل ستكون بمثابة ضربة شخصية لأردوغان. شن أردوغان حملة واسعة وسجن عشرات الآلاف من خصومه.وهو الأمر الذي رد عليه العديد من الناخبين وعاقبوا حزب العدالة والتنمية على سياساته التي أطلقت العنان لمعدلات التضخم والبطالة المرتفعة.