العناوين الجذابة قد تكون من أدوات الكاتب لجذب القراء، ولكن عندما يكون العنوان هو الأداة الوحيدة له، فحينها يكون الكتاب عبثيا غير جدير بالاهتمام، ومن بين أروقة معرض القاهرة الدولي للكتاب، تقبع بعض الكتب ذات التصنيف الأدب الساخر، إلا أن المحتوى والعنوان جاء مخيبا للآمال. "قواعد الشقط الأربعون" للكاتب ماجد سنارة، أحد الكتب التي يمكن تصنيفها بالساخرة، داخل إحدى دور النشر بمعرض القاهرة للكتاب في دورته هذا العام، ليقدم المؤلف وصفة للشباب والفتيات لبناء علاقة قوية بينهما، ولكن بلغة ركيكة أدنى من كتب الأدب الساخر المعهودة. "الشقط زيه زي السرقة بالظبط.. أنا بقى معايا الطفاشة اللي هتفتح بيها كل الأبواب المقفولة دي"، هذه هي رسالة الكاتب للقارئ الشاب على غلاف الكتاب، التي اعتمد عليها لجذبه، أما الفتاة فوجه لها رسالة قائلا: "قررت أكتبلك كل الدخلات اللي الشباب بيشقطوا بيها البنات علشان تكشفوهم.. وفي الآخر إنتي اللي تقرري عايزة تتشقطي أو لأ.. أهو حتى لو اتشقطتي يبقى بمزاجك". ومن عمالقة الأدب الساخر في مصر، جلال عامر وأحمد رجب بإصداراتهما الساخرة، إلى كتاب ساخر آخر في أرفف معرض الكتاب بعنوان "خوابير بعد الساعة 12" للكاتبة بسنت إبراهيم، لتقرر سرد بعض المواقف الحياتية التي تمر بها في شكل حلقات متتالية وشخصيات ثابتة. وفي الحلقة السابعة كتبت قائلة: "ذات مومنت قذرة مشخرمانا وسط المومنتات ومن منطلق داين تدان، الحياة قررت تعمل معايا الجلاشة وتطلع القديم والجديد وكافة الشقلبظات اللي خلقها ربنا". ويظل الأدب والكتب الساخرة هي المفضلة للبسطاء، جذبت الملايين عبر السنوات إلى القراءة والتهكم على أحوال الدنيا في صورة قصص ومؤلفات تدخل القلب بطريقتها البسيطة المحبوبة، ولكن اليوم يتبدل الحال، ويتغير معنى الأدب الساخر، فأصبحت اللغة العامية هي الأبرز في كتابات المؤلفين داخل معرض الكتاب، وسلاحهم للدفاع عن أي هجوم لهم بالقول إنه ساخر، ولكن اللغة العامية، لم تقتصر على العنوان أو الحوار الدائر بين شخصيات القصة، وإنما باتت هي اللغة الأساسية للكتاب وطريقة السرد داخله.