ألوان زاهية تمتزج بخطوط واضحة، تجد طريقها بسهولة على أرفف الأجنحة والمكتبات فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. تجذبك عناوينها للوهلة الأولى، حيث تجمع بين العامية «الركيكة» بقليل من الكلمات «المبتذلة» أحياناً، و«الجريئة» أحياناً أخرى. «كرتونة بيض» عنوان كتاب للمؤلف الشاب «محمد مليحة»، فسّره على غلاف الكتاب بعبارة: «كوكب على شكل بيضة مبنى على اللف والدوران، ماذا تنتظر من سكانه؟». لم تقتصر الأغلفة على ذلك بل امتدت لتشمل ألفاظاً صادمة مثل «سنوات المزز الضائعة» للكاتب الصحفى بهاء حجازى. يتناول من خلاله ظواهر سلبية فى المجتمع بطريقة نقدية ساخرة، و«واى مِن لف مزز» للكاتب إيهاب معوض، الذى يحاول إلقاء الضوء على مشاكل الحياة الزوجية. يقول «معوض»: «تعرّضت لانتقادات واسعة بسبب الاسم، الذى لم يتقبّله البعض بالرغم من أن مضمون الكتاب ناجح جداً ويحاول أن يقدم مضموناً جيداً». يرى «معوض» أن ذكاء الكاتب يكمن فى نجاحه فى الترويج لعمله بشكل جاد ومبتكر، معتمداً على نجاح مجموعة من الكتب، التى حقّقت صدى عالمياً فى مجال العلاقات الزوجية، ولكن بأسلوب مختلف يناسب المجتمع الشرقى، فهناك شريحة كبيرة من المجتمع المصرى، خاصة السيدات تريد أن تعرف معلومات حول كيفية الحفاظ على زوجها. كتاب «حكايات سيكوباتية» للكاتب وجيه صبرى دخل منحنى جديداً فى العنوان والمحتوى الداخلى لأنه «+18»، كما نوّه الكاتب على الغلاف، تقول عنه «رحمة عادل»، إحدى زائرات المعرض: «لا يوجد مبرر لدى كاتب أن تحمل صفحات كتابه هذا الكم من الألفاظ الخارجة والتشبيهات غير اللائقة، فهناك فرق كبير بين الأدب الساخر وما يُقدّم، فهو لا يمت للأدب بصلة». الكاتب الشاب «مصطفى شهيب» مؤلف كتاب «رحلتى من الشك للشك برضه»، حاول خلق محاكاة لعنوان كتاب المفكر الراحل مصطفى محمود «من الشك إلى الإيمان»: «هناك كتب تجارية تسعى لجذب القراء من خلال عناوين غريبة، فالأمر لا يقتصر على الأدب الساخر فقط». «عناوين الكتب الساخرة ليست ظاهرة حديثة، فهناك كتب أحمد رجب ويوسف معاطى»، هكذا دافع الكاتب الشاب «طارق إمام»، عن أغلفة الكتب الساخرة، قائلاً إنها موجودة طوال الوقت، ولكن الأمر زاد فى الفترة الأخيرة عندما أفرز جيل كامل من الكتاب فى أوائل العشرينات يحاول التعبير عن متطلبات جيله، مشيراً إلى وجود قدر من الابتذال أو الخفة فيما يقدّم، إلا أن الظاهرة سوف تقل مع تقدم تلك الأجيال الشابة بعد أن تفرز مجموعة من الكتاب المهمين.