تواصل الحكومة الباكستانية اليوم، السبت، مساعيها للتوصل إلى حل ودي يقنع الدكتور طاهر القادري رئيس حركة منهج القرآن بإلغاء المسيرة المليونية التي يزمع التوجه بها إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد بعد غد الاثنين. وتجري هذه المساعي بالتوازي مع اتخاذ كافة الاستعدادات والترتيبات تحسباً لفشل هذه المفاوضات، حيث تم إغلاق المنطقة الحمراء "ريد زون" في قلب العاصمة إسلام أباد قبل ثلاثة أيام من موعد المسيرة بوضع حاويات فولاذية ضخمة على جميع مداخل ومخارج المنطقة. ويوجد بهذه المنطقة البرلمان والمحكمة العليا الباكستانية وقصر الرئاسة، ومقر رئيس الوزراء والحي الدبلوماسي والعديد من مقار الوزارات والهيئات الحكومية. كما تقرر اعتبار بعد غد الاثنين إجازة لجميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة في مدينتي إسلام أباد وراولبندي المتاخمة لها وتأجيل مواعيد الامتحانات التي كانت مقرراً سلفا في بعض الجامعات، وذلك ليوم واحد هو 14 يناير الجاري لحين صدور إشعار آخر على ضوء تطورات الموقف. وقال رئيس حزب "الرابطة الإسلامية... قائد أعظم" تشودري شجاعت حسين، في مؤتمر صحفي عقده في لاهور بعد اجتماعه اليوم، السبت، مع الدكتور القادري، إن شركاء الحكومة الائتلافية بقيادة حزب الشعب الباكستاني يرغبون في إيجاد حل سلمي وودي للمسيرة، مشيراً إلى أن الحوار سيستمر معه يوميا في هذا الإطار. وأوضح تشودري شجاعت حسين أن إقامة حوار مع الدكتور القادري يستهدف إيجاد حل ودي للمسيرة الطويلة وغيرها من القضايا، معربًا عن أمله في أن تسفر المفاوضات عن نتائج إيجابية. وقال تشودري إن الدكتور القادري أعرب عن بعض المخاوف المتعلقة بأمن المسيرة الطويلة، مشيرًا إلى أنه بدوره سينقل هذه المخاوف إلى شركاء الائتلاف. من جانبه، قال نائب رئيس الحزب وهو أيضًا نائب رئيس الوزراء تشودري برويز إلهي الذي كان حاضرًا أيضًا الاجتماع مع القادري، في نفس المؤتمر الصحفي، إن كل المواطنين لهم الحق في التجمع وعقد مسيرة طويلة أمر مشروع في أي نظام ديمقراطي، مضيفًا أن الحوار دار في جو ودي وأصر خلاله القادري على قيادة مسيرته مهما كان الثمن.