سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السترات الصفراء تعصف بشعبية ماكرون.. فرنسا تشهد أقوى موجة احتجاجات ضد خطط الحكومة الإصلاحية.. رفع أسعار الوقود والضرائب أبرز أسباب التظاهر.. وقلق في الإليزيه من سيناريو مجهول
- احتجاجات ضخمة تضرب فرنسا احتجاجا على سياسات ماكرون حكومته - السترات الصفراء حركة عفوية شكلت أكبر تحدٍ جماهيري أمام الرئيس الفرنسي - مقتل سيدة وإصابة أكثر من 500 شخص في اشتباكات مع الشرطة تشهد فرنسا لليوم الرابع على التوالي أقوى موجة احتجاجات تضرب البلاد منذ وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحكم، إذ امتلأت شوارع فرنسا، بداية من السبت، بالمتظاهرين المحتجين على فرض ضريبة بيئيّة على الوقود وزيادة أسعارها وكذلك على سياسة الحكومة الفرنسية التي أثرت على القدرة الشرائية للمواطنين، إذ وصل عدد المتظاهرين خلال اليومين الماضيين إلى 350 ألفا، إلا أن تلك التعبئة تميزت بانتشار أشخاص يرتدون "السترات الصفراء"، وأطلق على تلك الاحتجاجات التي أودت بحياة سيدة وأصيب فيها نحو 500 شخص، مظاهرات أصحاب السترات الصفراء. تسببت الاحتجاجات في شلل مروري في كثير من المناطق بفرنسا، حيث اعترفت وزيرة النقل الفرنسية بقوة تأثير متظاهري "السترات الصفراء" على حركة السير وتسببهم في عرقلة تنقلات السيارات على الطرق في باريس والعديد من المدن، وأثارت الاحتجاجات قلق الحكومة الفرنسية والرئيس بالطبع، وسط مؤشرات تنذر بغضب شعبي حقيقي من سياسات الرئيس الفرنسي وحكومته، التي أكدت أنها لن تتراجع عن خطتها بشأن أسعار الوقود، وفقا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية. على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أعدّته مجموعة "إيفوب" للبحوث ونشرت نتائجه صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، انخفاضًا في شعبية ماكرون بأربع نقاط في الشهر الجاري مقارنة بالشهر الماضي، وقال 4% من المستطلَعين إنهم "راضون جدًا" عن أداء الرئيس، فيما أعرب 25% عن رضاهم، بعدما كانت النسبة 29% في أكتوبر الماضي، وأشار الاستطلاع إلى أن 34% كانوا "في الغالب غير راضين"، فيما قال 39% إنهم "غير راضين أبدًا". وتجاهل ماكرون الذي تولى الحكم منذ عام ونصف، نسب شعبيته المتدنية ودفع بإصلاحات جذرية، متعهدا بتعديلات جذرية في الاقتصاد والمؤسسات، إلا أن سياسات الحكومة لم تنل رضاء الشعب الفرنسي في الغالب، إذ يرى كثيرون أن خطة ماكرون الإصلاحية "ظالمة" وتؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين، ما دفع الآلاف للنزول إلى شوارع فرنسا استجابة لدعوة أصحاب "السترات الصفراء". السبب الرئيسي وراء الدعوة لتلك الاحتجاجات هو رفع أسعار الوقود الذي أقرته الحكومة الفرنسية في أكتوبر الماضي، لكن الحركة العفوية انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي وتحولت لمجموعة رافضة لسياسات الرئيس الفرنسي وحكومته، تحديدا فيما يخص السياسات الضريبية التي أثرت على الطبقات المتوسطة وخفضت القدرة الشرائية لدى الفرنسيين، ودعت الحركة في أول مظاهراتها إلى قطع الطرق وإغلاق كافة النقاط الحيوية، ما أثار قلق السلطات في فرنسا. وتعد السترات الصفراء حركة عفوية ليس لها توجه سياسي معلن أطلقت على نفسها هذا، ودعت لإغلاق كافة النقاط الحيوية والاستراتيجية في البلاد، من الطرقات إلى محطات الوقود مرورا بالمواصلات، وبدأت الدعوة لاحتجاجات شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في 10 أكتوبر الماضي، عن طريق اثنين من سائقي الشاحنات، إلا أن الدعوة لاقت رواجا واسعا وجذبت أكثر من 200 ألف شخص قبل انطلاقها، وفقا لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية. أهم ما يميز "السترات الصفراء" أنها حركة عفوية انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي وليس لها زعيم أو هيكل سياسي أو نقابة أو أي خلفية حزبية، بعكس الحركات الاجتماعية التي شهدتها فرنسا قبل ذلك، حيث اعتمدت على المشاركة الافتراضية والطاقات البشرية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول مدير معهد "إيفوب" الفرنسي للاستطلاعات إن تلك الحركة تمثل فئات مختلفة من المواطنين الفرنسيين وهي بمثابة "حركة شعبية" ضمت الغاضبين من سياسات الرئيس ماكرون وحكومته وهو ما يزيد من خطورة الأمر بالنسبة للسلطات الفرنسية. ورغم أن الحركة لا تمتلك قائدا، إلا أن بعض الناشطين على وسائل التواصل أصبحوا بمثابة متحدثين باسم الحركة واستضافتهم الإعلام لمرات قليلة. وكانت جاكلين مورو وهي سيدة تعمل سائقة قد نشرت مقطع فيديو يدعم الحركة، ولاقى المقطع رواجا واسعا وشوهد نحو 6 ملايين مرة، من بعدها انتشرت الحركة كالبرق في الوسط الفرنسي ولاقت دعما غير مسبوق وضع الحكومة الفرنسية أمام تحد حقيقي لقياس مدى الرضا عن سياساتها. وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن الحركة بدأت بتجمع من سائقي السيارات ومحبيها بوجه عام لكنها أصبحت حركة شعبية فعلية ضمت العديد من فئات الشعب الفرنسي، لتظهر حركة جديدة في فرنسا تشكل أقوى تحد جماهيري أمام حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.