كشف الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني لرئيس الجمهورية، عضو مجلس أمناء مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، عن ثلاثة مستويات لتجديد الخطاب الديني، خلال أولى جلسات الصالون الثقافي، الذي نظمته المؤسسة، بحضور نخبة من العلماء، والباحثين، والكتّاب، والمفكرين من مدارس فكرية وعلمية مختلفة. وحدد الأزهري المستويات الثلاثة، موضحا أن المستوى الأول يتضمن إطفاء النيران، من خلال المواجهة السريعة للأفكار المغلوطة، والمستوى الثاني الذي يستهدف التأصيل وإعادة النظر من خلال إعادة عرض حقائق الإسلام الكبرى ومنطلقاته ومقاصده، وهو ما وصفه بإعادة التعريف بالدين، وكذلك معرفة الخطأ والصواب للرد على تيارات التطرف. وأضاف أن المستوى الثالث يتضمن الصناعة الثقيلة الرصينة من خلال إعادة تجديد النموذج المعرفي الإسلامي، والنموذج المعرفي هو الخريطة الذهنية التي ينظر الإنسان من خلالها لصناعة المعرفة. وتحدث الدكتور عمرو الشبكي عن الإسلام السياسي وأسلمة العلوم، وأثار إشكالية التجديد الديني بإصلاح المجتمع، عن منظومة القيم وإعلاء العقل والهوية والشباب، مؤكدا على أهمية التقاء العقلاء من مختلف الخلفيات والاتجاهات الفكرية لمد جسور الحوار المتفهم. وخرج الصالون بعدة رؤى من بينها إعادة النظر في مواكبة منظومة العلوم التي تدرس في المعاهد الشرعية في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى التأكيد على أن ضعف التمويل الوقفي له الأثر الأكبر على انهيار التعليم منذ تأميم أوقاف التعليم في مصر على يد السلطان الغوري في القرن العاشر الهجري، بينما تمتلك المؤسسات التعليمية الكبرى هارفارد وييل وكيمبردج أوقافا استثمارية تقدر بعشرات المليارات في الوقت الذي تفتقد فيه مؤسساتنا التعليمية إلى هذا الرديف الأساسي لاجتذاب الكفاءات وكفاية متطلباتها البحثية والمعيشية.