داخل حجرتها المتواضعة بمنطقة الشرفا بعزبة النخل، تجلس «نورهان»، صاحبة ال17 عاما، ملازمة للفراش، بعدما أفقدها الحركة، حيث سقطت من شرفة شقتها، ما أجبرها على أن تبقى طريحة الفراش، تنتظر مصيرها ما بين الموت على فراشها، أو مساعدة الرحمة للنجاة من مرضها. «والدة نورهان»، تروي تفاصيل الحادث الذي تعرضت له، والذي دفعها على أن تبقى طريحة الفراش، والكرسي المتحرك عند التنقل، فتقول: «في يوم نورهان كانت بتنضف الشقة وهي بتنشر السجادة وقعت من الشباك من الدور التالت، كنت أنا وقتها في الشغل، الناس شالوها وراحوا بيها مستشفي اليوم الواحد رفضوا استقبالها، طلعوا بيها علي مستشفي الدمرداش قالوا عندها كسر في الجمجمة ونزيف في المخ وكسر في العمود الفقري وقطع في النخاع الشوكي». «ربنا أكرمنا ونورهان عملت عمليات كتير منها عملية في العمود الفقري، والدكتور قال بعد العملية مش هيكون فيه إحساس في الجزء اللي تحت من الجسم وهيكون فيه صعوبة في عملية الإخراج وهتقضي بقيت عمرها بالقسطرة.. ببساطة قالنا الجزء اللي تحت يعتبر ملغي، اتفاجئنا بعدها إن الكلام دا مش صح وهي دلوقتي بتحس إحساس بسيط في الجزء السفلي مشكلتها دلوقتي في الحركة»، بتلك الكلمات وصفت والدتها، ما مرت به نورهان من عمليات جراحية خلال رحلتها في البحث عن الشفاء، حتى أصبحت طريحة الفراش لا تتحرك. كسر العمود الفقري ل"نورهان" كان بمثابة كسر العمود الفقري للبيت بأكمله، هذا ما وصفت به والدتها حالة الأسرة بعد إصابة نورهان قائلة: « قبل الحادثة نورهان كانت عايشة حياة طبيعية بتخرج مع صحابها وبتروح المدرسة، وكانت تعتبر إيدي ورجلي في البيت كانت بتعمل كل حاجه في الشقه كانت هي عمود البيت، كنت بنزل شغلي وأنا مطمنة وكانت حالتنا متيسرة، بس بعد اللي حصل الوضع اتعكس بقيت مهملة في شغلي ما بقدرش أسيب بنتي وأنزل الشغل، كنت بنزل الشغل كل يوم دلوقتي بحاول أنزل 3 أيام في الأسبوع بالعافية علشان هي محتاجه عناية خاصة». وعن ما تلقته الأسرة من مساعدات لإتمام شفاء طفلتها قالت: «بدأنا نعمل جلسات علاج طبيعي لنورهان في القوات المسلحة وكان فيه حد من أهل الخير متكفل بعلاجها فضل لمدة 9 شهور كانت بتروح 3 أيام في الأسبوع، وبعدين وقف ودلوقتي بقالها ييجي شهر ما بتاخدش جلسات علشان تكلفة الجلسة لوحدها 150 جنيه غير العربية اللي بتاخد 200 جنيه في المشوار وإحنا مفيش معانا المصاريف دي كلها». وتابعت: «بنتي كان عندها حلم بعد الإعدادية لكنه تبخر بعد الحادث، كان نفسها تقدم تمريض عسكري بعد ما خلصت 3 إعدادي بس الحادثة حصلت وموتت حلمها معاها، وبعد النتيجة ما ظهرت جالها ثانوية دمج مع المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، بس هي رفضت ومفيش حاجه قبلتها غير الثانوي التجاري». واستطردت: "العزيمة والإصرار والرغبة في النجاح كان هدف «نورهان» بعد الحادث، فبعد أن حرمها من الوصول لحلمها لم يمنعها من استكمال دراستها، السنة اللي فاتت نورهان كانت عاملة عملية وكانت تعبانة والمدرسين التمسوا ليها العذر وجابوها علي الامتحانات ونجحت، دلوقتي هي في 2 ثانوي تجارة، وفيه 4 مدرسين من المدرسة اتعاونوا واتكفلوا بدراستها وقالوا خليها تفضل في البيت ماتجيش المدرسة واحنا هنجيلها البيت". ونوهت: «نورهان بنتي دلوقتي محتاجة عملية في النخاع الشوكي علشان ترجع تقف وسطنا تاني وتبقي زي صحابها، حاولنا نعمل العملية علي نفقة الدولة معرفناش نوصل لحاجة، تواصلنا مع دكتور مشهور بأنه بيعمل العملية دي قالنا هتحتاج 3 حقن تعزيز سعر الحقنة الواحدة 500 جنيه، و6 حقن سحبات من النخاع سعر السحبة 15 ألف جنيه وبعد كل دا هتدخل في مرحلة زرع النخاع»، وهو ما ناشدت والدة نورهان وزارة الصحة والمجتمع لإجراء عملية النخاع الشوكي لابنتها".