تأمل مجموعة من النساء الأمريكيات المسلمات في صنع التاريخ عبر الفوز في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر القادم. ونشرت شبكة "إيه.بي.سي" الإخبارية الأمريكية نماذج لمسلمات رشحن أنفسهن في الانتخابات منهن: لبنانية الأصل فيروز سعد، والفلسطينية رشيدة طلب إلى جانب الصومالية، إلهان عمر وطاهره أمة الودود وديدرا عبود. اللبنانية فيروز سعد ولدت وتربت في مدينة ديترويت، تعرب عن فخرها الدائم بأصلها اللبناني. تقول: "والداي هاجرا من لبنان، وافتتحا محلا لبيع اللحم الحلال في السوق الشرقي بديترويت". وأشارت إلى أنها "نتاج لحلم والديها الأمريكي"، وأنها تريد حماية أمريكا التي جلبتهما إليها. وترغب سعد الآن في أن تصبح أول سيدة مسلمة تدخل الكونجرس الأمريكي. وتتنافس على الدائرة الحادية عشر بولاية ميشجن، من بين 90 مسلما يتنافسون في الانتخابات المحلية والفيدرالية على مستوى الولايات خلال العام الحالي، وهو رقم قياسي للمسلمين الذين يرغبون في زيادة مشاركتهم في الساحة السياسية في عصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت سعد، في تصريحات ل "إيه.بي.سي"، إنه المرة الأولى في حياتها التي تشعر فيها بأن الحلم الأمريكي مهدد. وحضرت سعد، يوم الأحد الماضي، تظاهرة "تصويتي مسلم" في ديربورت مع ألكسندريا أوكاسيو كورتيز والمرشح لمنصب الحاكم عبد الله السيد، ورشسدة طلب المرشحة في انتخابات الكونجرس عن الدائرة ال 13. رشيدة طلب قالت رشيدة: "لم أترشح لأنني أريد أن أدخل التاريخ، ترشحت بسبب الظلم الذي يتعرض له أولادي حيث يسألون عن هويتهم الإسلامية، وإلى أى شيء ينتمون". وأضافت أنه "عندما ترى فلسطينيا اسمه يشبه اسمك ولديه نفس معتقدك ينجح، فإن ذلك يظهر أن الحكومة يمكنها أن تمنعك من دخول البلاد إلا أنها لا يمكن أن تحرمك من حقك في الانتخاب. أظهر للناس أنه يمكنك أن تفعلها، وأن تجلب النصر لأسرتك". ويعتقد المراقبون أن طلب، ممثلة الولاية السابقة، يمكن أن تفوز في الانتخابات إلا أن أمامها الكثير من المرشحين. ونقلت الشبكة الأمريكية عن أن سايو بهوجواني مؤسس ورئيس مؤسسة "القادة الأمريكيون الجدد"، وهي جماعة تساعد الجيل الأول والثاني من الأمريكيين في الترشح للانتخابات، قوله إنه "في الوقت عندما تكون النساء خصوصا المسلمات والمهاجرات تحت الهجوم، فإن انتخاب إلهان ورشيدة يكون له أهمية خاصة، حيث ستمثل رشيدة وإلهان الجميع في مقاطعتهما، وسيتم النظر إليهما من قبل النساء المسلمات والملونات كرموز في ديمقراطية الولاياتالمتحدة". إلهان عمر في 2016، دخلت إلهان التاريخ بعد انتخابها كأول مشرعة أمريكية من أصل صومالي. وتأمل حاليا في أن تخلف كيث إليسون أول مسلم يدخل مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الخامسة بولاية مينسوتا. بدأت رحلة إلهان لتصبح أول نائبة أمريكية مسلمة من أصل صومالي من داخل مخيم للاجئين في كينيا، حيث فرت أسرتها من الحرب الأهلية. وفي 2016، انتخبت إلهان عضوا في مجلس نواب ولاية مينيسوتا، حيث أشعلت جدالا حول الاعتراف بحقوق اللاجئين والمهاجرين. ديدرا عبود تخوض ديدرا عبود الانتخابات لتحل محل السيناتور جيف فالك عن ولاية أريزونا، وتحلم بأن تكون أول مسلمة تدخل مجلس الشيوخ، وأن تكون أول سيدة محجبة تدخل المجلس. ومن المقرر أن تتنافس عبود مع كريستين سينما في 28 أغسطس الحالي، حيث سيختار الحزب الديمقراطي بينهما. وقال عبود: "المسلمون يدخلون ويخرجون من عالم السياسة، لكن أغلبهم يخرجون، كما أنهم غير نشطين ككتلة سكانية، ولكن عندما يرون أشخاصا يمكنهم التعرف عليهم يشعرون بأنهم جزء منهم ويمكنهم المشاركة". وتلقت عبود رسائل مزعجة على الإنترنت تستهدف الإسلام، وهو ما قاد منافسها إلى الدفاع عنها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر". طاهرة أمة الودود ترى طاهرة أمة الودود، ذات الأصول الإفريقية، أن حجابها يتحدث عن هويتها، ويمكنه أن يعرفها كمسلمة. أمة الودود – 44 عاما- أم لسبعة أطفال، والتحدي الرئيسي الذي تواجهه يتمثل في إقناع الدائرة الانتخابية التى يشكل البيض غالبية سكانها والكاثوليك أكبر مجموعة دينية فيها بالتصويت لها كأول امرأة مسلمة يتم انتخابها لدخول الكونجرس. وقالت في تصريحة لشبكة "إيه.بي.سي" إنها "ترشحت للانتخابات لأكون صوتا لمن لا صوت لهم وللمهمشين"، حيث أنها تخوض الانتخابات أمام المرشح الديمقراطي ريتشارد نيل. وترى طلب وسعد أنهما لم تتلقيا اهتماما سلبيا، لكن رسائل كراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت طلب: "إنها ليست قضية في مقاطعتها إنها مسلمة"، لكنها تواجه هجوما بسبب مظهرها أكثر من عرقها أو دينها، وإنها تتلقي رسائل كراهية عبر البريد الإلكتروني وهجوما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.