مواجهة دول العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 تسطر التاريخ البطولي للمدينة الباسلة 23 ديسمبر من كل عام عيد قومي للمدينة ويوافق جلاء آخر جندي بريطاني عام 1956 مجموعة مورهاوس والبطل محمد مهران والسيد عسران أم علي أبرز رموزها ظهرت بورسعيد خلال الأحداث التاريخية على مر العصور العديد وتفاعلت مع الأحداث في العصر الحديث منذ نشأتها، فعندما دخل الاحتلال البريطاني مصر عام 1882، وطوال مدة الاحتلال البريطاني لمصر كانت المدينة الباسلة أحد مواطن المقاومة في مصر، خصوصا بعد اشتعال مدن القناة بالمقاومة للوجود البريطاني؛ ويعتبر أهم أحداث المدينة تاريخها البطولي وصمودها في مواجهة دول العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ردا على تأميم الرئيس الراحل عبد الناصر لقناة السويس، وهو ما أهلها لحمل لقب الباسلة واتخاذ يوم 23 ديسمبر من كل عام عيدا قوميا للمدينة (عيد النصر)، وهو اليوم الذي يوافق جلاء آخر جندي بريطاني عن المدينة عام 1956. وقامت المقاومة الشعبية ببورسعيد الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذارًا إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولاياتالمتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار ابتداءً من 7 نوفمبر تلاها دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة، وفي 19 ديسمبر أُنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو التاريخ الذي اتخذته محافظة بورسعيد عيدًا قوميًا لها أطلق عليه "عيد النصر". وفي 16 مارس 1957 أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من بورسعيد وجاءت التضحيات في عدة ملاحم سطرها التاريخ بأحرف من نور ومن بينها - مجموعة مورهاوس في يوم 11 ديسمبر عام 1956 كان يوما مشهودا من أيام المقاومة الشعبية لرجال بورسعيد فقد تجاوز العدوان كل حدوده وهدم المنازل وقتل النساء والأطفال وحول بورسعيد إلي ثكنة عسكرية وقررت مجموعة من الفدائيين أبناء بورسعيد الرد على هذه الأفعال بعمل كبير يرد لهم اعتبارهم واجتمعت مجموعة الأبطال التي ضمت علي زنجير وأحمد هلال ومحمد حمد الله وطاهر سعد وحسين عمان ومحمد سليمان واتفقوا علي خطف الضابط الانجليزي مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا ليردوا اعتبار المصريين ورصدت مجموعة الفدائيين تحركاته اليومية وانتظروه في شارع رمسيس داخل سيارة سوداء كان رقمها (57 قنال) وكلفوا أحد الأبطال باستدراج الضابط الإنجليزي وكانت الساعة السابعة صباحا وعند تقاطع شارعي رمسيس مع صفية زغلول قابله الطفل وأخذ يسبه بعنف فقام الضابط بركوب سيارته الجيب وجرى وراء الطفل محاولا الإمساك به ووصل الطفل إلي أسفل أحد المنازل بشارع جانبي ونزل الضابط محاولا الإمساك به وضربه وفي لحظة سريعة تم اختطافه. البطل محمد مهران أحد أبطال معركة 1956 كان من ضمن قوات الحرس الوطني المكلفين بالدفاع عن منطقة مطار الجميل وانتشر مع زملائه في غرب المدينة يوم 5 نوفمبر 1956 للتصدي لعمليات إنزال رجال المظلات من الطائرات البريطانية وتمكن من إبادة المجموعة الأولى بالكامل وعند عملية الإنزال الثانية دارت معهم معارك قوية سقط فيها زملاؤه وألقى قنبلتين يدويتين واختبأ داخل حفرة ومعه الرشاش أطلق منه الرصاص على الأعداء حتى فوجئ بمجموعة من الجنود يحاصروه وصوب الضابط الإنجليزي مدفعه ناحيته فعاجله بوابل من الرصاص ووقتها أطلقوا الرصاص وأخرجوه من الحفرة والدماء تتساقط منه وتمكن "مهران" من التسلل إلي بورسعيد بعد أن تركوه ظنا منهم أنه فارق الحياة وألقوا القبض عليه بالقرب من المطار وجردوه من ملابسه للحصول على معلومات عن الفدائيين وعندما فشلوا عقدوا له محكمة عسكرية صورية أصدرت حكمها باقتلاع عينيه لإعطائها للضابط الذي أصابه في وجهه وتم نقله بطائرة إلي قبرص لإجراء العملية بأحد المستشفيات البريطانية هناك وحاول الطبيب البريطاني مساومته للإدلاء بحديث إذاعي يعلن فيه فشل القيادة المصرية مقابل أن يتركوه ولكنه رفض فأخذوه لغرفة العمليات وأخذوا منه عينيه وبعد العملية أعادوه إلي بورسعيد ودخل مستشفي الدليفراند حتي تمكن الفدائيون من اختطافه بمساعدة ممرضة مصرية داخل المستشفي ونقلوه لمستشفي عسكري بالقاهرة لاستكمال العلاج . السيد عسران كان عمره مازال في السابعة عشرة ولكنه كان بطلا من أبطال بورسعيد السيد عسران أحد الفدائيين الذين قرروا مقاومة قوات الاحتلال والدفاع عن أرض بورسعيد وقرر عسران الانتقام من المعتدين على طريقته وقرر الانتقام من جون ويليامز ضابط المخابرات البريطاني أحد رموز الاحتلال بعدما استشهد شقيقه الأكبر بنيران أطلقتها احدي الدبابات البريطانية يوم 6 نوفمبر 1956 ومرت الأيام حتى جاء يوم 14 ديسمبر 1956 وقرر عسران الانتقام وحدد شخصيته وهو قتل ويليامز الذي اشتهر بسوء معاملة المصريين وتعقب الفدائيين ورجال المقاومة الشعبية وفي نفس مكان خطف مورهاوس الضابط الانجليزي وقف عسران في انتظار سيارة ويليامز ودقت الساعة التاسعة صباحا ودخلت السيارة شارع رمسيس وكان بها ويليامز ومعه الكولونيل » جرين« والسائق وتقدم عسران للضابط الإنجليزي بورقة وكأنها شكوى في يده وفي يده الأخرى رغيف عيش قرر عسران وضع قنبلة يدوية بداخله وتظاهر وكأنه يأكل ونزع فتيل القنبلة ووقفت السيارة وفتح ويليامز الزجاج وألقي عسران بالقنبلة إلي داخل السيارة وانفجرت ولم يتمكن الضابط من الهرب وأطاحت بقدمه اليسري وقتلت الكولونيل جرين وأصيب السائق وسقطوا جميعا في دمائهم ونقلوا إلي المستشفي ومات ويليامز بعد ذلك. أم علي سيدة من سيدات بورسعيد اللاتي كن يقفن مع الرجال في مقاومة السلطات المحتلة ولم تقل مواقف السيدات عن مواقف الرجال والشباب والأطفال فكلها ملاحم بطولة دفاعا عن بورسعيد "فتحية الأخرس" أو أم علي كانت واحدة من بطلات بورسعيد وكانت تعمل ممرضة في عيادة الدكتور جلال الزرقاني وكانت هذه العيادة مأوي للفدائيين في النهار بعد الاتفاق مع الرائد مصطفي الصياد وأعدت من العيادة مأوي ومخزنا لأسلحة الفدائيين وكانت أم علي تلبسهم ملابس المرضي البيضاء وتخفي الأسلحة أسفل الأسرة وكانت تسهر لخدمتهم دون كلل أو تعب وقررت أم علي ألا يتوقف نشاطها ومشاركتها عند هذا الحد بل قامت بنقل الأسلحة للفدائيين من القابوطي والتي كانت تهرب عن طريق بحيرة المنزلة وتحضرها إليهم في العيادة وفي أحدي المرات كان الفدائيون يختبئون داخل العيادة وسمعت طرقا شديدا علي الباب وكان بالخارج دورية بريطانية تريد التفتيش فطلبت من الفدائيين النوم على الأسرة وفتحت الباب لتجد الضابط الانجليزي في وجهها وأخذت في الصراخ والعويل وأوهمت الضابط أن أحد المرضى قد توفي وطلبت منه إحضار الإسعاف لنقله وإتمام عملية دفنه وشرب الضابط المقلب وقرر الانسحاب مع جنوده، وهكذا أحسنت أم علي التصرف لتحمي الفدائيين من القبض عليهم وضربت مثالا شجاعا للمرأة البورسعيدية.