قالت الدكتور نادية حلمي، خبيرة الشئون السياسية الصينية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة بنها، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، هي الزيارة الأولى بين البلدين منذ أكثر من 29 عاما، كما أنها أول زيارة للرئيس بينج للمنطقة بعد انتخابه رئيسا للبلاد مدى الحياة خلال المؤتمر الوطني في شهر أكتوبر الماضي. وأضافت «حلمي» في تصريح ل«صدى البلد» أن زيارة الرئيس الصيني للإمارات جاءت بعد زيارته للمملكة العربية السعودية في يناير 2016، وذلك رغبة منه في الحفاظ على أمن الطاقة في الصين، لأن بلاده تعد من أكثر الدول استهلاكا، إذ إن هناك رغبة صينية قوية لتأمين وصول إمدادات الطاقة إليها من المنطقة. وأشارت إلى أن الزيارة تؤكد أهمية دول مجلس التعاون لدول الخليج في مبادرة «الحزام والطريق»، وهو الأمر الذي دفع الصين للتباحث مع عدد من دول مجلس التعاون الخليجي خلال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني قبل عدة أيام في العاصمة الصينيةبكين، حيث بدأ التباحث حول اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين ومحاولة التوصل إلى مفاوضات مختلفة لإنشاء تلك المنطقة، وهي خطوة اعتبرها الجانب الصيني مهمة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، خاصة أن الصين تعد ثامن أكبر شريك تجاري لدول الخليج. وأوضحت أن زيارة الرئيس الصيني للإمارات تأتي في إطار استكمال آلية الحوار الإستراتيجي، كما أن الصين ترغب في التعاون مع الإمارات في العديد من المشروعات الاستراتيجية،خصوصا مشروعات البنية التحتية ومشروعات التشييد والتنمية، وموضوع إستراتيجيات التنمية، وهو ما أعلنه الرئيس الصيني صراحة بأن الصين تدعم بناء الشبكة اللوجستية المستقبلية التي سوف تربط الصين بآسيا الوسطى بشرق إفريقيا، والمحيط الهادي بالبحر الأبيض المتوسط. وتابعت: تأتي أهمية هذه الزيارة على مستويين؛ المستوى الأول يصب في تأمين واردات الصين من النفط الإماراتي، والمستوى الثاني يأتي لتأمين تجارة الإمارات غير النفطية مع الصين والتي بلغت أكثر من 200 مليار درهم في نهاية العام الماضي. وأشار إلى أنه بناء على المبادرة الصينية للحزام والطريق تنبأت مؤسسة بحثية بأن تكون قطاعات الأعمال التجارية في الإمارات، فضلا عن سوق العقارات والتشييد والبناء الإماراتي ستكون من أكبر المستفيدين الرئيسيين من هذا المشروع؛ لذا تمثل الزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين مرحلة متقدمة من التعاون بينهما في العديد من المجالات. وفيما يتعلق بالدول التي ستتجه إليها الصين في المنطقة العربية بعد الإمارات، أكدت الخبيرة في الشئون الصينية أن كل دول المنطقة مهمة بالنسبة للصين في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، التي أكدت مضامين الكلمة الافتتاحية للرئيس الصيني خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي الماضي على أهمية المبادرة؛ حيث تحدث عن خطة شاملة لتطوير العلاقات وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الدول. وتابعت: مبادرة الحزام والطريق ذات أهمية كبيرة بالنسبة لدول المنطقة، خاصة في مشروعات التنمية التي يقدمها الجانب الصيني، فعلى سبيل المثال يبلغ عدد الدول العربية التي انضمت للجنة المؤسسة للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومقره الصين، 7 دول من أصل 57 دولة، وذلك يعكس دعم والتزام دول المنطقة بإنجاح هذه المباردة، فضلا عن التعاون في ملفات عديدة أخرى على رأسها مكافحة الإرهاب، وهو ما دفع الصين لتأمينها الكامل للإجراءات والتدابير التي اتخذتها مصر ودول المنطقة لحماية أمنها واستقرارها من خلال إعلان الصين صراحة عن تزويدها لمصر ودول المنطقة بتكنولوجيا صينية متقدمة لمراقبة تحركات الإرهابيين وخططهم عبر شبكة الإنترنت. وأكدت أن هذه الإجراءات الصينية تعكس التقارب الصيني العربي المشترك في العديد من المواقف السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والثقافية، ودعم التواصل الشعبي والاجتماعي بين الجانبين، وهو الأمر الذي نتج عنه افتتاح عدد كبير من مكاتب التمثيل الإعلامي الصيني في عدد من الدول العربية، كما تم تدشين المكتبة الرقمية العربية الصينية، وهو الأمر الذي يعكس رغبة الجانبين في التقارب والتعاون.