قال كبير مفتشي الأممالمتحدة بعد عودته من طهران يوم الجمعة إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع التوصل إلى اتفاق مع إيران الشهر القادم يمكن الوكالة من استئناف تحقيق فيما يشتبه في أنها أبحاث مرتبطة بالأسلحة النووية في الجمهورية الإسلامية. وبالرغم من عدم السماح لفريق الوكالة الدولية بدخول مجمع بارشين العسكري خلال زيارته يوم الخميس للعاصمة الايرانية قال هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة ورئيس الفريق إنه تم احراز بعض التقدم خلال الاجتماع. وتراقب القوى العالمية -التي تسعى إلى حل النزاع القائم منذ عشر سنوات حول أنشطة ايران النووية وتجنب التهديد بحرب جديدة في الشرق الأوسط- عن كثب محادثات الوكالة الدولية مع ايران بحثا عن أي مؤشر على استعداد طهران للبدء أخيرا في معالجة مخاوف هذه القوى. وصرح ناكيرتس للصحفيين بأنه من المقرر إجراء المزيد من المحادثات مع إيران يوم 16 يناير كانون الثاني. وقال "نتوقع استكمال النهج المنظم والبدء في تطبيقه بعد ذلك بوقت قصير" مشيرا الى اتفاق إجرائي يسمح للوكالة باستئناف تحقيقاتها المتعثرة منذ فترة طويلة والخاصة بأبحاث ايرانية مشتبه بها متعلقة بالقنبلة الذرية. واستطرد ناكيرتس "أجرينا اجتماعات جيدة... بامكاننا احراز تقدم." ولم يقدم ناكيرتس المزيد من التفاصيل عما تم احرازه لكن كان من بين العقبات الرئيسية في الاجتماعات السابقة طلب ايران الحصول على وثائق أجهزة المخابرات التي تستند اليها الشكوك المتزايدة للوكالة. وكانت الوكالة ذكرت عقب محادثات في مايو أيار انها تتوقع التوصل لاتفاق قريبا لكنه أمر لم يتحقق. وقال شاشانك جوشي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية "شاهدنا الكثير من البدايات الزائفة وهو ما يتيح مجالا للتشكك." ومن المرجح أن يكون رد فعل الدبلوماسيين الغربيين -الذين كثيرا ما يتهمون ايران بوضع العراقيل والمماطلة في محادثاتها مع الوكالة الدولية- حذرا ويطالبون طهران بالتعاون الحقيقي مع تحقيق الوكالة والسماح لها فورا بدخول المواقع ومقابلة المسؤولين والاطلاع على الوثائق التي يحتاجها التحقيق. وقال مايلز بومبر كبير الباحثين لدى مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من الانتشار النووي ومقره الولاياتالمتحدة "تبدو هذه خطوة إلى الأمام لكن الشيطان يكمن في التفاصيل والأهم هو التنفيذ." وتابع قائلا "من المرجح أن يتشكك كثيرون في واشنطن واسرائيل في أن هذا الاتفاق المبدئي ليس اكثر من أسلوب للمماطلة من جانب ايران."