قال د. شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، إن مصر بدأت تتقدم على طريق استعادة الأمن والديمقراطية واستعادة مكانتها من أجل مستقبلها، وأنه توجد خطة احترازية لتأمين المباني تقوم بها الدولة وليست وزارة الثقافة فقط، وفي نفس الوقت توجد محاولة لتعويض ما فقد من المجمع العلمي. وفي اتصال هاتفي أجراه د . شاكر مع الشيخ القاسمي أثناء تلقيه العلاج بباريس، عرض القاسمي أن يبني هذا المجمع ويعيده على ما كان عليه على نفقته الخاصة ويزوده بمخطوطة كتاب "وصف مصر"، كما قدمت جريدة "الأهرام" دعما كبيرا لدار الكتب وكذلك د . عمرو سلامة، ممثل الحكومة المصرية في الجامعة الأمريكية ووزارة الأوقاف واليونسكو والتعاون الدولي، كما أكد وزير الثقافة أن أكبر تدبير احترازي هو أن يسود البلد الأمن والهدوء. جاء ذلك خلال معرض للفن التشكيلى بعنوان "القاهرة 2011" افتتحه وزير الثقافة ويرافقه فتحى السباعى منصور، رئيس مجلس إدارة بنك الإسكان والتعمير، بقاعة الشهيد أحمد بسيونى بالمركز الرئيسى للبنك بالمهندسين. ويضم المعرض 31 لوحة فنية للأعمال المتميزة، شاركت فيها مجموعة كبيرة من كبار الفنانين التشكيليين، بحضور نخبة كبيرة من النقاد التشكيليين ولفيف من الإعلاميين والصحفيين وحشد من الجماهير المهتمين بالحركة التشكيلية، حيث يعتبر انعكاسا لرؤية الفنانين التشكيليين لمستقبل مصر فى المرحلة المقبلة، من اجل إثراء العمل الاجتماعى وتشجيع الأعمال الفنية. وصرح وزير الثقافة بأنه سيتم افتتاح مسرح الهناجر قريبا، والاعلان عن تشكيل لجان المجلس الأعلى للثقافة في الأسبوع المقبل، واقامة مؤتمر عن نجيب محفوظ وآخر للثقافة والمثقفين في أبريل المقبل، والاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير، كما أعلن أن بعض الفعاليات تم تأجيلها وليس إلغاؤها مثل مهرجان السينما، وأكد سيعلن قريبا عن صندوق لإنقاذ السينما المصرية وسيتم التفاوض مع الحكومة لطلب الدعم، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة وضعت خطة شاملة تتضافر من خلالها جميع الجهود المتمثلة في المجلس الأعلى للثقافة وقصور الثقافة والأوبرا والفنون التشكيلية والبيت الفني للمسرح. وأضاف د. شاكر أن هذا المعرض يعد مبادرة جيدة ومهمة من بنك الاسكان والتعمير لأنه يعيدنا الى تقاليد رائعة وعميقة، حيث كانت المؤسسات المصرفية والمؤسسات التجارية والصناعية المصرية تحتفي في السابق بالفن والفنانين وتقدم لهم الدعم وتبرز أعمالهم وتقتني بعض هذه الأعمال. مؤكدا أن بنك الاسكان والتعمير يعيد هذا التقليد العريق، كما أن البنك يضم كثيرًا من الأعمال الفنية من تصوير ونحت وغيرها وهى أعمال متنوعة تتميز بأنها تنتمي الى اتجاهات فنية بعضها تجريدي، سيريالي، وبعضها أقرب الى فنون الكمبيوتر الحديثة، وأخرى تنتمي الى الماضي أو الحاضر، والبعض الآخر يحتاج الى تأمل. وأوضح أن العمل الفني بشكل عام ليس له معنى واحد أو تفسير واحد، فكلما زادت قوته ازداد عمره وازدادت تفسيراته، كما أكد على أن مجموعة من الأعمال الفنية متميزة لمجموعة من الفنانين تحتاج الى التعاون والتكامل بين المؤسسات الاقتصادية والمصرفية والصناعية وبين رجال الأعمال ومؤسسات الدولة وبين الفنانين، وأن الفنانين يحتاجون للدعم الفني والمعنوي، كما أعرب عن سعادته بافتتاح هذا المعرض وتمنى أن يتكرر كل يوم في جميع محافظات مصر وأن تحتذي كل بنوك مصر ببنك الاسكان والتعمير وتقوم بما يقوم به من عمل لنهضة البنك والانسان المصري وتدعيم الابداع المصري، الذي يمكن أن يكون دعما للبنك، فهو أيضا دعم يخدم الابداع في الحياة بشكل عام. كما وجه وزير الثقافة الشكر لفتحي السباعي لدعوته لوزارة الثقافة للمشاركة في هذا الافتتاح ودعمه للمثقفين والفنانين والابداع المصري، لأن الكل يصب في مصلحة مصر واستقرارها ومستقبلها، مضيفا أن الأمم تتقدم بالفن وكل القيم الجميلة التي تؤسس ثقافة الحوار والتقدم، ونرفض ادانة أي طرف لطرف آخر لأننا كلنا مصريون سواء كنا مسيحيين أومسلمين أو ليبراليين أو سلفيين أو إخوان، مشيرا إلى أننا نعيش على أرض واحدة ومبدأ الكل في واحد. وتوجه فتحي السباعي بالشكر للدكتور شاكر عبد الحميد على تشرفه بقبول رعاية المعرض ايمانا منه بأهمية دعم هذا النوع من الفنانين التشكيليين لمساندتهم ودعمهم للعمل علي زيادة انتاجهم بما يعود بالنفع عليهم ورفع الذوق العام لدى الجمهور، خاصة أننا نحتاج لمثل هذه الأعمال الفنية الجميلة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا. وأضاف أن قاعة الشهيد أحمد بسيوني مخصصة لاقامة المعارض للفنانين التشكيليين لاظهار مواهبهم ومنتجاتهم لعملاء البنك وجموع الجمهور لتعظيم وابراز أهمية هذا النوع من الفن، لما يحويه من منتجات رفيعة المستوى وفكر متطور وإحساس راق. وأشار السباعي إلى أن البنك يقدم هذا المكان بدون مقابل للعديد من المواهب من الفنانين التشكيليين، حيث تم في السابق عمل عدة معارض رفيعة المستوي وبتقنيات مختلفة لكبار الفنانين وصغارهم، موضحا أن البنك وعملاءه يقتنون العديد من هذه اللوحات المميزة ايمانا بالقيمة الفنية والمادية الكبيرة لهذه الأعمال، وذلك لاستخدامها في فروع البنك المختلفة وكذلك مركزه الرئيسي الجديد. وقد كرم فتحي السباعي، الدكتور شاكر عبد الحميد، بإهدائه درع البنك، كما كرم كلا من وزير الثقافة، والراحل أحمد بسيوني، وذلك بإهداء أخيه باسم بسيوني درع البنك.