تسللت موجاتهم الصوتية وأسماؤهم بيوت المصريين ليصبحوا من أهل البيت، يدخلون ببرامجهم من أول النهار عبر المذياع حتى آخر الليل، يوما تلو الآخر، تعمقت العلاقات بين البيوت ومذيعي الإذاعة المصرية، ليتركوا ذكريات لا تمحى من وجدان وعقول كل من كبر عليها، فهم أسماء كبيرة وخامة صوت لا يخطئ فيه أحد أبدًا. أحمد سالم "هنا القاهرة" تلك الجملة المشهورة بالصوت المعهود للمذيع أحمد سالم الساكن الأول للإذاعة المصرية، فبصوته المميز دخل إلى العالم الإذاعي عام 1936، بعد أن كان مديرًا للقسم العربي بالإذاعة عام 1932، وقدم خلال مسيرته الإذاعية عددًا من البرامج. آمال فهمي ومن "على الناصية" كانت تطل المذيعة "آمال فهمي" على مستمعيها، تحاور وتناقش ضيوفا من كافة الطبقات والمستويات الثقافية والفكرية والسياسية ليكون برنامجها حواريا من الدرجة الأولى، كما كان برنامجها منصة لاكتشاف المواهب بمختلف أشكالها. بابا شارو من الإعداد الإذاعي إلى إذاعي لامع لبرامج الأطفال بمحض الصدفة حيث تاخر مقدم البرنامج الذي يعده عن الموعد ليضطر أن يجلس هو على كرسي المذيع ويقدم الحلقة ويكمل في هذا الطريق، محمد محمود شعبان أو بابا شارو كما سمي أيضًا بالصدفة عندما أخطأ مذيع الربط وقال اسمه محمد محمود شارو. أبلة فضيلة التلميذة النجيبة ل"بابا شارو" فضيلة توفيق، الصوت الذي رافق الأطفال طول برنامجها الإذاعي الذي خصصته لتقديم القصص للأطفال وتعليمهم الصواب والخاطئ من خلال تلك القصص. فؤاد المهندس على الرغم من أدواره السينمائية والنجومية التي حاطت به في عالم السينما إلا أن المستمعين اعتادوا على صوته بالراديو في برنامجه الفكاهي "كلمتين وبس" والذي استمر لسنوات كانت بدايتها عام 1953 حتى مطلع السينيات. صفية المهندس كانت هي الصوت النسائي الأول الذي جلس أمام ميكروفون الإذاعة المصرية، وليست الإذاعة المصرية فقط ولكنها كانت الأولى على مستوى العالم العربي، لتقدم برنامجها المشهور "ربات البيوت" والذي خصص لحل المشكلات التي يرسلها المتابعون عن طريق البريد. إيناس جوهر العلامة المميزة داخل الإذاعة ومحطة الشرق الأوسط، فقد عينت بالإذاعة عام 1969 كمذيعة وقارئة نشرة في البرنامج العام، ثم مذيعة وقارئة لنشرة الأخبار ومقدمة للبرامج في إذاعة الشرق الأوسط، لتصبح جديرة بأن تكون نائب لرئيس شبكة الشرق الأوسط، ثم رئيسًا لشبكة الشرق الأوسط، ومن بعدها رئيسة الإذاعة في 19 مارس 2005،ولكن ترك برنامجها "تسالي" أثرا كبيرا عند المستمعين.