قالت صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحركه عدة دوافع في هجومه على إسرائيل، وأوضحت الصحيفة أن أردوغان لا يتحرك من منطلقات أيديولوجية فقط، لكنه واقع تحت ضغوط كبيرة بسبب اقتراب الانتخابات في البلاد، والمخاوف من انهيار الاقتصاد التركي. وتابعت الصحيفة بالقول إنه على الرغم من توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب خلال السنوات الماضية، لكن هذا التوتر لم يؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والسبب في ذلك هو أردوغان نفسه لأنه يستمع إلى مجتمع رجال الصناعة والأعمال في بلاده، ولم يسع حتى اليوم إلى وقف عجلة التبادل التجاري بين البلدين، بل على العكس، فبعد توقيع اتفاق المصالحة بين البلدين أعلن صراحة أن إسرائيل في حاجة إلى تركيا مثلما حاجة تركيا لإسرائيل. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد ألمح أردوغان إلى التغيرات الجيوسياسية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط مثل الحرب في سوريا وتوتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة والذي أثر بدوره على خطوط التصدير التركية إلى الأسواق الخليجية، ولذلك فإن معظم حركة التصدير التركية تمر اليوم عبر الموانئ الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أن الشهور الماضية شهدت حالة من عدم الراحة التركية فيما يتعلق بالتعاون مع إسرائيل في موضوع الغاز، ولفتت إلى أن البلدين أجريا في الماضي مباحثات لإنشاء خط غاز يربط بين الحقول الإسرائيلية في البحر المتوسط وبين تركيا، ومن هناك يتم تصدير الغاز الإسرائيلي إلى السوق الأوروبية. وأوضحت أن الحاجة التركية للغاز الإسرائيلي تتمثل في اعتباره بديلا عن الغاز الروسي، خاصة أن العلاقات بين أردوغان والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شهدت حالة من الصعود والهبوط خلال السنوات الماضية. وأكدت "كلكليست" أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفضل الشراكة مع مصر وقبرص واليونان على تركيا، ويتم ترسيخ العلاقات بين إسرائيل وقبرص واليونان فيما يتعلق بإنشاء خط للغاز، وهو ما تمثل في التوقيع على مذكرة تفاهم شملت إيطاليا أيضا، من أجل نقل الغاز إلى أوروبا، لافتة إلى أن مصر نجحت في ركن تركيا بالزاوية خاصة في مجال الطاقة، وهو ما لم يعجب السلطان التركي واتضح ذلك جليا في حالة الغضب التي تجتاحه منذ أيام. وكشفت أنه على الرغم من توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلا أن حركة التجارة في تزايد مستمر، ففي عام 2002، أي قبل صعود حزب أردوغان لسدة الحكم في تركيا، وصل التبادل التجاري بين تل أبيب وأنقرة إلى حوالي 1.4 مليار دولار، بينما بلغ التبادل التجاري بينهما اليوم 5 مليارات دولار سنويا. ولم تؤثر أزمة السفينة مافي مرمرة، التي تعتبر الأخطر والأقوى في مسار العلاقات التركية - الإسرائيلية على العلاقات بين البلدين. فقد ارتفع التبادل التجاري بين البلدين من 2.6 مليار دولار عام 2009 إلى 5.8 مليار دولار عام 2014. وبحسب البيانات التي نشرتها جهات رسمية في تركيا، فقد شهدت التجارة البينية خلال 2017 ارتفاعا قدره 14% عن الأعوام السابقة.