* العراق يشهد هدوءا على مستوى هجمات المسلحين لكن الحراس المسلحين وحظر التجول ساريا المفعول * التصويت إلكترونيا للمرة الاولى في محاولة للحد من الاحتيال * 329 مقعدا برلمانيا على المحك مع ما يقرب من 7000 مرشح من عشرات من التحالفات السياسية انطلقت العملية الانتخابية في جميع أنحاء العراق اليوم، السبت، في أول انتخابات وطنية منذ إعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي. وبعد أسابيع من الحملات الرسمية، لم يظهر أي مرشح بوضوح، يواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي والذي يقابل منافسة شرسة من الأحزاب السياسية ذات العلاقات وثيقة الصلة بإيران، وفقا لتقرير نشرته اليوم، السبت، صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وفي وسط بغداد، قال الناخبون الذين يدعمون العبادي إنهم يفعلون ذلك؛ لأنهم يعطونه الفضل في تحقيق الانتصار العسكري للعراق على داعش. وقال المواطن العراقي، الفليح حسن، البالغ من العمر 71 عاما، وفقا للصحيفة البريطانية، إن العبادي "انتقم" للمدنيين الذين قتلوا في هجمات المتمردين في العراق بانتصاره على داعش. وكان التنظيم الإرهابي جرف نحو ثلث مساحة العراق في صيف عام 2014، وأطلق عناصره موجات من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت المدنيين في بغداد وجيوب أخرى من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبدعم من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة وإيران، أشرف العبادي على حرب قاسية ضد المتطرفين وأعلن النصر على الجماعة الإرهابية في ديسمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، شهدت بغداد هدوءا نسبيا على مستوى الأحداث والهجمات على غرار الوقت الذي تواجد فيه مقاتلو التنظيم. وأشار التقرير إلى أنه في الفترة التي سبقت التصويت اليوم، السبت، فرضت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك حظر للتجول. وعلى الرغم من الإنجازات العسكرية للعبادي، لا يزال العراق يعاني من هبوط اقتصادي ناجم جزئيًا عن انخفاض أسعار النفط العالمية، والفساد المتأصل وسنوات من الجمود. ولفتت "ديلي ميل" إلى أن هناك لاعبا رئيسيا آخرا في التصويت في الانتخابات، وهو رجل الدين الشيعي المؤثر مقتدى الصدر. وأشارت إلى أن حملته الانتخابية ركزت على القضايا الاجتماعية والقضاء على الفساد الحكومي. وظهر الصدر ونحو أكثر من 17 رجل دين شيعيا وهو يرفع إصبعه السبابة داخل مركز اقتراع في مدينة النجف الأشرف. وقال بعض السُنّة الذين صوّتوا اليوم، السبت، إنهم يأملون أن تساعد هذه الانتخابات العراق على تجاوز السياسة الطائفية وأن تصبح أكثر شمولًا. ووفقا لرأي الصحيفة البريطانية، فإن تهميش السنة في العراق يعتبر تحت حكم المالكي عاملًا سمح لداعش بالارتفاع في السلطة في العراق. وقاد العبادي: "الحكومة تميزت بقدرتها على الموازنة بين مصالح الحليفين في كثير من الأحيان على خلاف: الولاياتالمتحدة وإيران". وفي المجموع هناك 329 مقعدا برلمانيا على المحك، مع ما يقرب من 7000 مرشح من عشرات من التحالفات السياسية. ويتم إجراء التصويت إلكترونيًا لأول مرة في محاولة للحد من التزوير، وقد تم إنشاء مراكز الاقتراع للعديد من سكان البلاد البالغ عددهم مليوني شخص الذين لا يزالون مشردين بسبب الحرب ضد داعش. ومن المتوقع أن تظهر نتائج انتخابات يوم السبت خلال 48 ساعة من التصويت، وفقا للهيئة المستقلة المشرفة على الانتخابات. ومن المتوقع أن تستمر مفاوضات تشكيل الحكومة لأشهر بعد ذلك، حيث تحاول عشرات الأحزاب السياسية تجميع كتلة سياسية كبيرة بما يكفي لاحتضان أغلبية المقاعد في البرلمان. وأقوى معارضي رئيس الوزراء هم سلفه، ونوري المالكي، وتحالف من المرشحين ذوي العلاقات الوثيقة بالقوات شبه العسكرية القوية في البلاد ، ومعظمهم من الشيعة. ويترأس التحالف، الذي أطلق عليه اسم "فتح" - باللغة العربية ل "الفتح" - هادي العامري، وزير النقل السابق الذي أصبح قائدًا كبيرًا للمقاتلين شبه العسكريين في القتال ضد جماعة "داعش". وكان العديد من المرشحين على قائمته من القادة شبه العسكريين قبل أن يقطعوا علاقاتهم الرسمية بالقوة من أجل الحصول على مناصبهم. وقال المواطن العراقي جاسم محسن، 58 سنة، والذي قاتل ضد داعش مع القوات شبه العسكرية، وفقا ل "ديلي ميل"، إنه يدلي بصوته لصالح التحالف بسبب تضحياته الشخصية. وأضاف: "لقد انتخبت قائمة فتح لأنهم هم الوحيدون الذين حاربوا داعش".