عقد مجلس الأمن الدولي اليوم، جلسة مشاورات بشأن تقرير المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي حول جهوده المبذولة لوقف العنف الدائر منذ أكثر من 20 شهرا، بين قوات الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة. وأكد الإبراهيمي في تقريره الذي استعرضه أمام أعضاء المجلس علي أن الأوضاع في سوريا تتدهور بشكل سريع، وأنها تزداد سوءًا، وقال إن الأطراف السورية نفسها غير قادرة في الوقت الحاضر علي القاء أسلحتها والتوجه نحو حل سلمي. ونوه المبعوث المشترك كذلك بأن طرفي الأزمة يعملان من أجل حسم النزاع عسكريا، كما أن الأطراف الأخرى الإقليمية غير قادرة على تقديم الدعم الكافي من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاع. وأضاف الإبراهيمي في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة: "إن مجلس الأمن هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يبدأ فيه عمل سياسي ناجح"، مشيرًا إلى أنه طلب من أعضاء المجلس الاتفاق فيما بينهم بشأن الأزمة. وقال الإبراهيمي: "إن بيان جنيف مازال يعتبر وثيقة صالحة، لكن لابد أن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن يؤدي إلى الحل السلمي الذي نتمناه، إلا أن الأمر يتوقف على أعضاء المجلس، وما يقررونه بشأن كيفية صياغة القرار". وتابع الأخضر الإبراهيمي قائلاً: "مضمون مثل هذا القرار تم التعرف عليه بشكل عام في جنيف، حيث يتوجب إنشاء هيئة انتقالية حاكمة، ذات سلطات تنفيذية كاملة، وتنتهي بانتخابات، وأشياء كثيرة تحدث فيما بين ذلك. ولاشك أن هناك حاجة ماسة جدًا لوقف دائم لإطلاق النار. ومن واقع تجربة الجامعة العربية وبعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا، والتجربة القصيرة لوقف إطلاق النار الذي دعوت إليه، فإن أي وقف إطلاق النار لن يستمر ما لم تتم مراقبته بقوة. وهذا في اعتقادي يتطلب بعثة حفظ سلام". ورفض الأخضر الإبراهيمي التعليق على سؤال بشأن دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، واستنكر أن يجري الحديث عن بشار الأسد كما لو كان هو المشكلة الوحيدة أو الحل الوحيد للأزمة السورية. وأكد أن الشعب السوري أهم بكثير ووثيقة جنيف تتحدث عن حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، ثم تنتهي إلى انتخابات".