قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام اوجب على المسلم أن يحافظ على نقاء بيئته وسلامتها على الحالة التي خلقها الله عليها، وبخاصة عناصر الحياة الأساسية، وهى الماء والهواء والغذاء . وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابته عن سؤال: « ما حُكم الذين يقومون بإلقاء المخلفات ومياه الصرف الصحي في مياه النيل التي هي مصدر لمياه الشرب ؟»، أن الله تعالى قد نهى عن كل من يفسد الشخص على نفسه أو على غيره بيئتهم فقال تعالى : «وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» الآية 56 من سورة الأعراف. واستشهدت بما قال – سبحانه - : «وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» الآية 85 من سورة الأعراف، و قال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية 13 من سورة الجاثية، منوهة بأنه تعالى قد بين أنه لا يحب الفساد ولا المفسدين في قوله: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» الآية 205 من سورة البقرة. وأضافت أنه قد نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - عن البول فى الماء الراكد بقوله - صلى الله عليه وسلم-: « لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من جنابة»، و الدائم معناه الراكد، لهذا أوجب الإسلام المحافظة على الماء خاليًا نقيا من أي ما يمكن أن يصيبه بالتلوث. وتابعت: خاصةً إصابته بالمواد الكيماوية والملوثات الأخرى والمخلفات الصناعية ومخلفات المنازل والمطاعم والوحدات الخدمية ومخلفات الصرف الصحي، لأن الناس شركاء فى الماء والهواء فقد ورد فى الأثر: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْكَلَأِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ويؤيده ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث لا يمنعن الماء والكلأ والنار» رواه ابن ماجة. وأشارت إلى أنه من هنا كان الإفساد البيئي «إفساد الماء والهواء والغذاء» من أقبح أنواع الإفساد في الأرض وأشدها ضررًا والقاعدة الفقهية تقول: « لا ضرر ولا ضرار»، أخذا من حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه عبادة بن الصامت «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» رواه ابن ماجة فى سنن، لافتة إلى أن الإضرار بالبيئة والإنسان بأي نوع من أنواعه لا يجوز لا شرعًا.