اتصل الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، والدكتور محمد ابراهيم، وزير الآثار، بحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى فى باريس اليوم، الثلاثاء، حيث وجها له موفور الشكر والتقدير على مبادرته الكريمة لترميم مبنى المجمع العلمى الأثرى على نفقته الخاصة. وأكدوا أنه ليس غريبا على الشيخ سلطان ما يقوم به تجاه مصر فهو من أشد المحبين لها ونبادله الحب والتقدير لاسهاماته الجليلة فى دعم عدد من الجمعيات الاهلية ومنها المجمع العلمى المصرى بجميع أنواع الدعم الثقافى والمادى عبر سنوات طويلة. وكان الشيخ سلطان القاسمى قد أعلن فى اتصال هاتفى من العاصمة الفرنسية باريس عن مبادرة كريمة بتكفله الكامل بإعادة ترميم مبنى المجمع العلمى المصرى بشارع الشيخ ريحان الذى تعرض للحريق فى الاحداث الاخير خلال اليومين الماضيين وتعرض الجزء الاكبر من محتويات المجمع من مخطوطات ووثائق وكتب نادرة للحريق والتلف والفقد. وأشار حاكم الشارقة إلى أن معظم الكتب والمخطوطات الأصلية التى أحرقت، موجودة داخل مكتبته الشخصية ومنها المجلة الدورية التى ظهرت عام 1968 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة، ولا يوجد منها إلا فى حوزته والنسخ الأصلية كلها أقدمها هدية للمجمع. وأضاف القاسمى - فى حديثه - أن هناك أياد عابثة امتدت لإحراق المجمع العلمى، وهذا ما دفعه لمحادثة وزير الثقافة المصرى وعدد من المسئولين فى مصر لإنقاذ المبنى الذى يعبر عن قيمة تراثية علمية ويحتوى على وثائق وكتب نادرة جدا، طالبا من الهيئة المكلفة بالمبنى أن ترسل له قائمة كاملة بالكتب التى احترقت لإرجاعها قريبا. وقال القاسمى إن ما يصيب مصر يصيبنا، وهذا جزء من رد الجميل لها، خاصة على أبناء الشارقة التى أرسلت لهم عام 1954 بعثة علمية مصرية، فى وقت كانت تمر فيه بأزمة فى العملة الصعبة وعلمونا ونورونا، مضيفا أن دار الوثائق العلمية التى يقوم ببنائها فى عين الصيرة ستكتمل خلال سنة، وستشمل جميع الوثائق الموجودة بمجلس الوزراء حتى لا تمتد إليها الأيدى مرة أخرى، ولحفظ تراث مصر كما حفظت مصر الأمة العربية .