نقلت قناة "روسيا اليوم" عن وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورنس بارلي" تأكيدها أنه لا توجد أدلة موثوقة على استخدام الحكومة السورية لغاز الكلور السام حتى الآن، مشيرة إلى أنه لا يمكن التحدث عن أن دمشق تجاوزت "الخط الأحمر". وبحسب القناة، قالت بارلي اليوم "لدينا بعض المؤشرات على احتمال استخدام الكلور في سوريا، لكنها ليست مؤكدة على ضرورة التوصل إلى حقائق واضحة ". يأتي هذا التصريح بالتزامن مع حديث جرى عبر الهاتف بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، أكد خلاله ماكرون وجود مؤشرات على استخدام السلطات السورية قنابل تحتوي على غاز الكلور ضد المدنيين مرارا في الأسابيع الماضية. وهكذا فإن باريس غير جاهزة حاليا للرد الصارم الذي هدد به الرئيس الفرنسي في مايو 2017، قائلا إن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل "خطا أحمر" لفرنسا ويؤدي إلى "أعمال عقابية فورية". وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال الأسبوع الماضي إن المعلومات الوحيدة التي تلقتها بلاده بشأن استخدام دمشق غاز السارين مصدرها "مجموعات على الأرض ومنظمات غير حكومية والناس الذي أكدوا أن الغاز تم استخدامه". وظهرت اتهامات ضد دمشق باستخدام الكيميائي مجددا في يناير الماضي على لسان ممثلي "الخوذ البيضاء" والمرصد السوري لحقوق الإنسان، لكن هذه الادعاءات لم يتم التحقق من صحتها من قبل طرف مستقل حتى الآن. وقد استخدمت الولاياتالمتحدة ذريعة الأسلحة الكيميائية لتبرير العمل العسكري المباشر ضد سوريا، حيث أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل 2017 بقصف مطار الشعيرات التابع للجيش السوري، متهما الحكومة السورية بتنفيذ الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بإدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقدمت الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد ذلك عدة تقارير حول النتائج التي توصل إليها الخبراء الدوليون بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بما في ذلك واقعة خان شيخون. من جانبها، انتقدت روسيا تلك التقارير، مشيرة إلى أنها مليئة بالتناقضات وضعف قاعدة الأدلة التي تستند إليها.