أكد سفير مصر لدى لبنان نزيه النجاري، اليوم الاثنين، أن مسيرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جسدت آمال الشعب المصري والشعوب العربية في بناء أوطان حرة مستقلة لا تخضع لهيمنة الاستعمار بكل صوره وأشكاله، لافتًا إلى أن الرئيس الراحل عبر عن تطلعات الشعوب العربية في التنمية والبناء والعدالة الاجتماعية. وأشار النجاري -في كلمة خلال احتفال المؤتمر الشعبي اللبناني برئاسة كمال شاتيلا بذكرى مرور مائة عام على ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر- إلى أن الفعاليات الواسعة التي شهدتها عواصم عربية على مدار الشهر الأخير إحياءً لذكرى ميلاد عبدالناصر تمثل برهانًا واضحًا على مكانة هذا الزعيم العظيم وتأثيره القوي في وجدان الملايين من العرب الذين حملوا له بدورهم وفاءً لم ينقطع منذ رحيله. وأوضح أن عبد الناصر كان بلا شك أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في رسم شكل العالم في القرن العشرين وامتد تأثيره ليُلهم ثورات التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وليكون رمزًا خالدًا للكرامة والوطنية في ضمائر الملايين حول العالم. وأضاف السفير أن عبد الناصر حمل لواء العروبة في حقبة هي الأصعب في التاريخ العربي الحديث وتصدر المشهد في مواجهة المشروعات الاستعمارية التي استنزفت أوطاننا واستباحتها خدمة لمصالحها، مشيرًا إلى أن عبدالناصر بذل عمره وروحه؛ سعيًا إلى وحدة عربية طالما شاركه الحلم بها الملايين من العرب وكانت فلسطين هي البوصلة التي لم يضيعها إلى آخر يوم في حياته. وقال إن عالمنا العربي يمر بلحظة تاريخية فاصلة تتحدد فيها مصائر الدول والشعوب أمام مخاطر متنامية تهدد بقاء مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ على وحدة شعبها وأراضيها مما يؤكد حاجتنا الماسة إلى استدعاء عروبتنا ووحدة هدفنا ومصيرنا؛ لنتمكن من التصدي لكافة المشروعات الدخيلة التي تستهدف النيل من بلادنا العربية وتسعى لتقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومذهبية. ولفت السفير نزيه النجاري إلى أن مصر تؤكد في جميع المناسبات على أولوية العمل العربي المشترك في مقاربة أزمات المنطقة، وتبني مواقفها؛ انطلاقًا من الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي أمام ما تواجهه منطقتنا من تدخلات خارجية تارة ومن موجات الإرهاب والتطرف تارة أخرى. وتابع قائلًا :"مصر لا تدخر جهدًا في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق ومساندته أمام ما تتعرض له قضيته العادلة من تحديات وصولا إلى إقامة دولته المستقلة"، موضحًا أن مصر قادت مؤخرًا جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، كما تصدرت الدبلوماسية المصرية في الأممالمتحدة جهود حشد موقف دولي يؤكد على الحقوق الفلسطينية في القدس الشريف. وشدد النجارى على أن مثل هذه المناسبات الاستثنائية تمثل فرصة لتذكرينا جميعًا بأنه مهما تعرضت أمتنا العربية لأزمات ومحن تنال من وحدتها واجتماعها فإن الشعوب العربية ستظل دائمًا هي الأمين على العروبة وهي المذكر الأول بالتاريخ المشترك والمصير الواحد الذي قدر لهذه الأمة منذ زمن بعيد. وجدد السفير النجاري الموقف المصري التاريخي الراسخ تجاه لبنان والقائم على الحفاظ على أمنها واستقرارها بعيدا عن التجاذبات الإقليمية والدولية؛ حفاظًا على نموذج العيش المشترك الفريد الذي يقدمه هذا البلد العزيز على قلوب جميع المصريين، لافتًا إلى أن مصر ستظل دائما حريصة على لبنان ولن تدخر جهدًا في دعمه وصون استقراره أمام ما يواجهه من تحديات. من جانبه، شدد كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني على أن التضامن العربي كما حدث في حرب 73 وقاعدته مصر وسوريا يشكل خطوة نحو الوحدة التكاملية العربية وأن العروبة الجامعة هي الحل، مؤكدًا -في كلمته خلال الاحتفال- أن مشروع الشرق الأوسط الكبير يترنح فقد تعرض لضربة قوية في 30 يونيو 2013 في مصر العروبة.