سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكري ال52 لتأسيس اتحاد قوي الشعب العامل بلبنان شاتيلا: انتهي عهد إلهاء الناس بطروحات طائفية وتفاهمات عبثية والانفراد بالسلطة من خلال حزب واحد متعدد الرؤوس
أكد كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني أن إلهاء الناس بأطروحات طائفية وتفاهمات عبثية وتكرار تجربة سلطة الحزب الواحد المتعدد الرؤوس, لا تؤدي إلي أي تقدم أو إصلاح أو معالجة للأزمات, مشددا علي أن عهد الانفراد بالسلطة انتهي, وعهد الثنائيات المذهبية انتهي, ولم تعد العصبيات تنفع أهل الحكم, بدليل الحراك الشعبي ونتائج انتخابات البلديات والغضب العارم من كل المناطق علي أداء السلطات. وأضاف في كلمته التي ألقاها أمس أمام احتفال المؤتمر بالذكري ال52 لتأسيس اتحاد قوي الشعب العامل, كبري مؤسسات المؤتمر, الذي شارك فيه عدد كبير من المسئولين والوفود الرسمية إلي أن تطبيق الدستور هو الحل للعودة إلي الأصول الديمقراطية وحق الشعب في اختيار ممثليه بحرية وتحقيق المواطنة المتساوية. وناشد شاتيلا في كلمته رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي وصفه بصاحب المبادرات الإصلاحية والوفاقية, إطلاق مؤتمر وطني توحيدي لا يقتصر علي النواب, وإنما يشمل التيارات السياسية الممثلة للتعددية السياسية داخل كل مذهب, والمؤسسات الأهلية الفاعلة, لوضع خطة متكاملة لتطبيق الدستور. كما دعا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني إلي التمييز بين الانتماء للعروبة وبين الانتساب للأنظمة, معلنا تمسكه بالوحدة التكاملية العربية, وتطلعه إلي قيام تضامن عربي كحد أدني لهزيمة الأوسط الكبير والصهاينة وحماية الوحدات الوطنية من العصبيات المذهبية والتطرف الذي أساء للإسلام أكثر من إساءات العنصريين في حلف الأطلسي, موضحا أن التضامن العربي الذي حطم الأحلاف في الخمسينيات, وصنع انتصار أكتوبر في السبعينيات, وساهم بإنقاذ لبنان من حرب التقسيم الصهيونية, يستطيع أن يهزم أعداءنا ويدعم قضية فلسطين. ووصف شاتيلا المتغيرات في الولاياتالمتحدة وأوروبا بأنها لا تفيد قضايانا, فالحلول للمشاكل العربية يجب أن تكون عربية, داعيا إلي أخذ الدروس من إزالة الاستعمار عن بلادنا بعد معركة السويس عام56 بقيادة القائد الفذ جمال عبد الناصر, ومن مصر وسوريا في حرب أكتوبر, ومن مقاومات أبطال فلسطينولبنان ومقاومي الاحتلال بالعراق. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الدكتور نزيه النجاري سفير مصر في لبنان في الكلمة التي ألقاها الدكتور محمد حمدان, اعتزازه وتقديره للروابط التاريخية التي تجمع المؤتمر الشعبي اللبناني بمصر, وإيمان شاتيلا العميق بأن العروبة الجامعة هي الحل, معتمدا شعارا يعلي من وحدة كل بلد عربي وعروبته واستقلاله. وتابع: إن الظرف التاريخي الدقيق الذي تمر به المنطقة يتطلب تكاتفنا جميعا من أجل الحفاظ علي تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا, كما يتطلب السعي بصدق نحو بلورة رؤية واحدة لمواجهة التحديات, فالتطورات التي شهدتها منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة فرضت علينا التنبه واليقظة إزاء الأخطارالمحدقة بدولنا وقضايانا وهويتنا العربية, وأن نعمل علي بناء دولنا ومؤسساتنا القوية القادرة علي بناء التنمية المستدامة, والتنبه للتدخلات الخارجية في الشأن العربي, والتوصل لتسويات سياسية للأزمات التي توجه عددا من الدول العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن. وختم: لقد استطاعت مصر ولبنان ان تحافظا علي استقرارهما وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب, وذلك بفضل ثبات مؤسساتهما, ووعي شعبيهما بموروثنا الحضاري العميق, وهو أمر يتعين علينا جميعا في مصر ولبنان والعالم العربي بل والمجتمع الدولي ان ندركه وندعمه لما في صالح المنطقة, ليستمر بلدنا كما كان دوما ركيزة اساسية لاستقرار المنطقة العربية.. وفي الختام نأمل من الله عز وجل لكم ولكل المشاركين في الجهود الكبيرة التي يقوم بها المؤتمر الشعبي وللبنان الشقيق دوام الرفعة والنمو والرخاء.