إن علم التسويق في القرن الحادي والعشرين يعتبر من العلوم الأساسية التي تحكم حركة السلع والمستهلكين وتحدد نسبة كبيرة من قدرة المنتجين على النجاح والبقاء داخل أسواق قائمة على المنافسة. التسويق في مجال الأدوية له بعض الخصوصية بالمقارنة بالمجالات الأخرى، حيث يعتبر سوق الأدوية من أكثر الأسواق تنظيمًا من قبل الدولة، وتوجد رقابة على المحتوى التسويقي ويوجد منع للإعلانات المباشرة للعلامات التجارية، بالإضافة إلى قيود التسجيل والتسعير والتداول وغيرها. الشيء الإضافي هو أن استراتيجية تسويق الأدوية يجب أن تخاطب المستهلك النهائي "المريض" بالإضافة إلى المستهلك الوسيط "الطبيب، الصيدلي، المستشفى، .." وبالتالي تحتاج إلى التركيز على بعض الخواص بالمقارنة بالإستراتيجيات العامة للتسويق. لو حاولنا أن نلخص الأساسيات الستة لاستراتيجية ناجحة لتسويق الأدوية فسنجد ما يلي: # 1 المستهلك أولًا كقاعدة عامة، لا أحد يهتم بالمنتجات والخدمات الخاصة بك (باستثناءك أنت)، عدم التركيز على المستهلك هو خطأ كبير تقع فيه الشركات عند تصميم المواد التسويقية. إعادة تركيز تفاعلك مع العملاء يعتبر من أساسيات التسويق الناجح، وبالتالي يجب أن تفكر في ما هي المشاكل التي يمكن أن تساعد في حلها للمستهلك أو المستهلك الوسيط، أو كلاهما؟ ما يهتم به الناس هو دائما أنفسهم وحل مشاكلهم أولًا ومخاطبتهم من هذه الزاوية تعتبر الأساس لاستراتيجية تسويقية ناجحة. # 2 التخطيط قبل البدء في العمل على جزء معين من المحتوى، من المهم تحديد الهدف النهائي الذي تريد توصيله، ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة إذا كنت تحتاج إلى تبرير استثماراتك في الميزانية إلى المديرين التنفيذيين لشركتك، حيث إنها ستساعدك في تحديد نتائجك لاحقا؛ أي أنك يجب أن تكون مستعدًا لإجابة الأسئلة عن ماذا سيضيف الإنفاق على هذه الزاوية إلى الصورة النهائية المراد إيصالها للمستهلك. يمكنك أيضا رسم إستراتيجية المحتوى الخاصة بك مع وضع أهداف محددة في الاعتبار - على سبيل المثال، زيادة الاحتفاظ بالعميل، من خلال تحديد أهدافك منذ البداية، يمكنك بعد ذلك التركيز على بناء المحتوى الخاص بك بطريقة تزيد من فرص تحقيق تلك المعايير بدون أن تغير بوصلتك من على الهدف النهائي أو تستغرقك التفاصيل وتفقد التركيز على الرسالة الأساسية. # 3 مساعدة، لا بيع يتطلب تسويق المحتوى تحولًا في التفكير الخاص بك، من "كل شيء عنَّا وعن منتجاتنا" إلى "كل شيء عن القارئ وعن اهتماماته". المسوِّق الناجح يستطيع تطويع رسالته من هذا المنطلق- يعني هذا تقديم المحتوى الذي يخدم حقا احتياجات المرضى / المستهلكين/ الأطباء الذين تستهدفهم، وليس لعلامتك التجارية فقط. في المقابل، يمكنك كسب ثقة واهتمام المستهلكين ثم البناء على هذا، وهو شيء كبير إن استطعت تحقيقه. الغرض من استراتيجية التسويق الخاصة بك يجب أن بناء العلاقات والثقة - للوصول إلى الناس لمعرفة احتياجاتهم ومشاكلهم ومساعدتهم على حلها، هذه الثقة تنتقل بعد ذلك إلى العلامة التجارية الخاصة بك بطريقة غير مباشرة. # 4 استراتيجية المدى الطويل لا تتوقع النتائج بعد شهر أو شهرين، ولا تتورط في تصميم وتنفيذ استراتيجية قصيرة الأجل، لأنه غالبًا ما تتخلى الشركات عن قواعد التسويق الناجح عندما تبدأ في اكتساب نفوذ مع جمهورها. تسويق المحتوى هو استثمار طويل الأجل، لا توجد انتصارات سريعة، والاستثمار على المدى الطويل تأتي نتائجه بمردود أفضل بكثير من الحملات قصيرة الأجل. # 5 الالتزام بالجودة لا يكفي نشر محتوى تسويقي مكتوب بشكل جيد، يجب أن يكون قيمًا ومفيدًا، ويلبي حاجة حقيقية لدى المتلقي، المحتوى الجيد يحتاج إلى أن يكون معروضًا بطريقة مصممة لجذب انتباه، وأيضًا للحفاظ على التركيز من العملاء. استخدام الصور ذات النوعية الجيدة، بالإضافة إلى الرسومات التوضيحية، هذه الخطوات في غاية الأهمية وتستلزم الكثير من الخيال والتجارب قبل النشر لأن صورة واحدة قد تغني عن ألف كلمة وقد تكون أيضًا بلا معنى بالنسبة للكثيرين. تصميم النص والكتابة بطريقة ولغة واضحة، بالإضافة إلى عناصر التصميم التي تكمل الشكل والمظهر تعتبر الواجهة التي تقدم منتجك وعلامتك التجارية إلى المستهلك ويجب أن تتم كل هذه الخطوات بعناية فائقة واحتراف. # 6 الجهد المستمر مفتاح استراتيجية التسويق الجيدة هو فهم أن التسويق هو رحلة جهد مستمر من أجل التوصل إلى محتوى جديد، جذاب يستهدف جمهورك، وضع استراتيجية تسويق ناجحة في مجال الأدوية يتطلب البحث والفكر، وخطة طويلة الأجل، وذلك لبناء وتوثيق الرسائل المطلوبة وتحريرها وإيصالها إلى المستهلك في غلاف من الثقة والاهتمام والتواصل الفعال.