تعُد مشكلة الانطواء من المشكلات الهامة التي يعاني منها بعض الأطفال في مرحلة الطفولة وبداية المراهقة مما يؤثر على توافقهم الشخصي والاجتماعي والمدرسي، وتظهر عند بعض الأطفال في الفئة العمرية من 2-3 سنوات، وقد تستمر لدى البعض حتى المرحلة الابتدائية. إن الطفل المنطوي طفل غير قادر على التفاعل الاجتماعي مع الزملاء، فعدم اندماج الطفل في الحياة يؤدي إلى عرقلة مشاركته لزملائه في الأنشطة، وينبغي على كل أم أن تدرك ألا تضخم من الأمور إذا كان طفلها يفضل قضاء الوقت بمفرده في غرفته، فالطفل الانطوائي قد لا يحبذ اللعب مع الأطفال الآخرين، وفي حال كان طفلكِ قلقًا من الإقدام على أي تجربة جديدة أو متخوف من التعرف على أصدقاء جدد، فيجب أن تسيري معه بطريقة تدريجية، مع الوضع في الاعتبار أنه يجب عليكِ أن تحترمي الحدود التي يضعها طفلكِ الانطوائي لنفسه. وهناك بعض الخطوات يجب على الآباء اتباعها للتعامل مع طفلك الانطوائي: - احرصي على التحدث مع طفلكِ بصفة منتظمة كل يوم، واطرحي الأسئلة على طفلك لتشجعيه على التحدث عن المواضيع المختلفة التي قد تشغله، مع الحرص على اختيار مواضيع تكون جاذبة للطفل ولافتة لانتباهه، وتحدثي مع طفلك دائمًا عن نقاط القوة عنده. - تهيئة الجو الذي يعيش فيه ابنك وشعوره بالأمن والطمأنينة والألفة سواء في الأسرة أو في المدرسة، وبذلك يفصح عما بداخله من مشاكل ومخاوف وقلق ومساعدته على حلها، وهذا لا يتم إلا إذا شعر بالقبول والتقدير والصداقة. - عدم تحميل ابنك فوق طاقته وقيامه بأعمال تفوق قدراته حتى لا يشعر بالعجز مما يجعله يستكين ويزداد عزله عن الناس، بل ننمي قدراته وقيامه بالأعمال التي تناسب قدراته وعمره الزمني. - ضرورة التواصل بين المدرسة والمنزل وأطلب من المعلم تكليف ابنك بالاشتراك في الأنشطة والأعمال الجماعية والإذاعة المدرسية والقراءة الفردية أمام زملائه بالفصل، وذلك لمساعدته على تخفيف حدة العزلة شيئًا فشيئًا. - شجعي طفلك عند التصرف بطريقة جيدة مثال: أنت ذكي، ممتاز، فإن تحفيزه يعمل على التقليل من ظهور سلوكه الاستفزازي، لأن كل هذه الأشياء البسيطة تؤثر بشكل كبير في بناء شخصية الطفل بطريقة إيجابية خلال مرحلة الطفولة المبكرة من عمره عن طريق بناء موصلاته العصبية والحسية، والتي تعمل على بناء شخصيته، وتكوين ذاته من خلال المعرفة السابقة بالمشكلة، والقدرة على الخروج من المواقف الصعبة، ومنع تكرارها.
