ألقت مباحث الجيزة القبض على عامل عاون شقيقه في قتل ابنته، لتقديمها قربانا للجن لفتح مقبرة أثرية بمدينة الصف، وذلك بعد تحقيقات استمرت لأكثر من 4 أشهر انتهت بحفظ القضية لحين ظهور أدلة جديدة أدت الى الكشف عن الجناة. وأشارت التحقيقات أن بداية الجريمة كانت في شهر إبريل الماضي، عندما أبلغت ربة منزل بقيام طليقها بقتل ابنتهما بمعاونة زوجته الثانية، فأجرى عبد المعز ربيع وكيل أول نيابة الصف التحقيقات، واستمع لأقوال والد الفتاة وجدتها، اللذان قررا أنها لقت مصرعها خنقا خلال نومها، حيث كانت ترتدي إيشارب التف حول رقبتها أدى لمصرعها. وكشفت المناظرة التي أجرتها النيابة عن وجود آثار حول رقبة الفتاة فأمر شريف أسامة مدير نيابة الصف آنذاك بندب الطب الشرعي لتشريح جثة الفتاة المتوفاة لبيان سبب الوفاة، وأمرت النيابة بحجز الأب 24 ساعة على ذمة التحريات، ووردت التحريات للنيابة التي أفادت بعدم التوصل لصحة الواقعة فتم إخلاء سبيل الأب. ثم كشفت التحقيقات عن مفاجأة عندما أفاد عدد من جيران والد الفتاة أنه قتلها لتقديمها قربانا للجن ليتمكن من فتح مقبرة أثرية أسفل منزله، وقالوا إن والدها مشهور عنه التنقيب عن الآثار، وأنه استعان بدجال لفتح مقبرة أسفل منزله فأخبره بانه يجب عليه تقديم قربانا للجن لكي يفتح المقبرة فقام بقتل ابنته خنقا. وأضافت التحقيقات التي أجريت برئاسة المستشار هشام رفعت الشريف رئيس نيابة الصف حينها، أن أهالي عرب ابو ساعد أبلغوا بوفاة فتاة داخل منزلها، فانتقلت النيابة العامة لإجراء معاينة تصويرية ومناظرة الجثمان، وتبين للمحقق وجود مفتش الصحة قد توجه لتوقيع الكشف على الفتاة دون إخطار من النيابة، كما أسفرت المناظرة عن وجود حد حزي بالرقبة من الأذن للأذن. واستمعت النيابة لأقوال والد الفتاة وجدتها اللذان قررا أنها لقت مصرعها خنقا خلال نومها، حيث كانت ترتدي ايشارب التف حول رقبتها أدى لمصرعها، ولاحظت النيابة تضاربا بين أقوال الأب والجدة، حيث قال الأب إن ابنته اختنقت أثناء نومها بمفردها، بينما قالت جدتها إنها اختنقت أثناء نومها بجوارها فتم إخلاء سبيل الأب بعد ورود تحريات الأجهزة الأمنية، التي طلبت إرجاء التحريات لحين صدور تقرير الطب الشرعي حول سبب الوفاة. وكشفت معاينة النيابة عن وجود آثار حفر بمنزل الأب تم ردمها حديثا، حيث تبين أن الأب قام بردمها بعد إخلاء سبيله لإخفاء علامات تنقيبه عن الآثار فاستعجلت النيابة تقرير الصفة التشريحية حول وفاة الفتاة وسببه، ومنذ أيام ورد الى النيابة العامة تقرير الطب الشرعي، الذي أشار الى وجود شبهة جنائية في الوفاة، ولم يشر الى سبب حدوثها ومع استعراض النيابة لكامل ملف القضية والتحريات التي لم تتوصل الى حقيقة الواقعة انتهت الى عدم كفاية الأدلة وأمرت بحفظ التحقيقات. وبعد مرور قرابة 20 يوما ظهرت أدلة جديدة، دفعت المستشار محمد علي حمودة رئيس نيابة الصف الى إعادة فتح التحقيقات، واستخراج القضية من الحفظ بعد ظهور دليل جديد على الإدانة وهوية المتهم، وأسفرت التحريات التي تسلمها محمد حلمي مدير نيابة الصف عن أن عم الفتاة المجني عليها وراء قتلها بمعاونة والدها، حيث قاما بخنقها لتقديم روحها قربانا للجن ليمكنهما من فتح مقبرة أثرية. وأضافت التحريات التي قام بتفريغها وأجرى التحقيقات بها عبد المعز ربيع وكيل أول نيابة الصف أن جدة الفتاة عاونت نجليها بإخفاء الجريمة، حيث ادعت أنها كانت نائمة بجوارها وأن حفيدتها لقت مصرعها جراء التفاف "إيشارب" ترتديه حول رقبتها فأمرت النيابة بضبط وإحضار الأب والعم والجدة لمواجهتهم بالتحريات الجديدة والاتهامات المنسوبة اليهم وكلفت مباحث الصف بتنفيذ القرار بإلقاء القبض عليهم. فانتقلت قوة ترأسها المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث الصف تحت إشراف اللواء ابراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وتمكنت من ضبط الأب والعم، وبمواجهتهما أقرا أمام العميد ناجي كامل رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة بارتكابهما الجريمة وقتل الفتاة خنقا، حيث أطبق عمها على رقبتها في تواجد والدها فتم تحرير المحضر اللازم وأحاله اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق.