يفتتح متحف اللوفر أبوظبي أول معرض من سلسلة معارضه الخاصة تحت عنوان "من لوفر إلى آخر: إنشاء متحف للجميع" أمام الجمهور في 21 ديسمبر 2017 والذي يستمر ل 7 أبريل 2018. ويسرد المعرض تاريخ متحف اللوفر في باريس خلال القرن الثامن عشر عبر مجموعة فنية تضم 150 قطعة من اللوحات الفنية والمنحوتات والأعمال الفنية الزخرفية وغيرها من القطع النادرة من مقتنيات متحف اللوفر وقصر فرساي. يروي معرض "من لوفر إلى آخر: إنشاء متحف للجميع" قصة تدشين متحف اللوفر قبل قرنين من الزمن، في الوقت الذي تأسست فيه المتاحف الأولى في أوروبا بهدف تمكين الجمهور من رؤية المجموعات الفنية الملكية المذهلة. ويقدم المعرض، عبر أقسامه الثلاثة، المجموعات الملكية العريقة المعروضة في قصر فرساي التابعة لملك فرنسا لويس الرابع عشر، كما ويؤكد أهمية متحف اللوفر ومكانته الخاصة باعتباره منصّة حاضنةً للفنانين، ويرصد أبرز المحطات في تاريخ إنشاء متحف اللوفر. يُذكر أن متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف عالمي في العالم العربي، فتح أبوابه للجمهور في 11 نوفمبر، ليسرد عبر مقتنياته الأثرية وتحفه الفنية تاريخ الفنون عبر مختلف الحضارات والثقافات من منظور جديد. ويندرج تحت الاتفاق الدولي بين حكومتي أبوظبيوفرنسا، تنظيم أربعة معارض خاصة سنويًا من المتاحف الفرنسية الشريكة و وكالة متاحف فرنسا لمدة 15 سنة. وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "يمثل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي إنجازًا عظيمًا ومهمًا ومصدر فخر لأبوظبي ودولة الإمارات. وتنبع أهمية المعارض الخاصة لمتحف اللوفر أبوظبي من كونها تروي قصصًا من مختلف أنحاء العالم تعكس المفاهيم المتنوعة للمعارض الدائمة. والجميل في الأمر أن أول معرض من سلسلة معارضه الخاصة يسرد تاريخ متحف اللوفر في باريس منذ نشأته ويساهم في توثيق الرحلة الاستثنائية لهذا الصرح الثقافي العريق بقيمه العالمية التي يشاركها مع متحف اللوفر أبوظبي". واعتبر مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، أن "هدف متحف اللوفر أبوظبي هو أن يسمح لزواره بإطلاق العنان لمخيلتهم وبالانفتاح أكثر على علاقات جديدة مع العالم المحيط بهم. في هذا الإطار، يروي أول معرض ينظمه المتحف قصة إنشاء أهم متحف في العالم. فافتتاح متحف اللوفر شكّل نقطة تحوّل في تاريخ البشرية، لذا فإن موضوع معرضنا يتخطى حدود الزمن. بعد افتتاحنا للمتحف، ننتقل الآن إلى المرحلة التالية التي نقدّم فيها لزوارنا برنامجًا استثنائيًا من المعارض والفعاليات، لنكتب بدورنا التاريخ من قلب العاصمة أبوظبي النابض". من جانبه، قال جان لوك مارتينيز، مدير متحف اللوفر في باريس والمنسّق العام للمعرض: "بعدما شهدت المنطقة افتتاح متحف اللوفر في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، لدينا قناعة راسخة بأهمية استحضار تاريخ إنشاء متحف اللوفر في باريس الذي يمتد على مدار أكثر من قرنين من خلال هذا المعرض الافتتاحي. فإعادة رسم المسار الطويل الذي أوصل إلى افتتاح المتحف في العام 1793 تسمح بتسليط الضوء على التاريخ المعاصر للمتاحف وتبرز الجذور والمبادئ التي يتشاركها متحف اللوفر ومتحف اللوفر أبوظبي". ويستهل المعرض رحلته مع قصر فرساي في أواخر القرن السابع عشر، حيث يستكشف طريقة عرض المجموعات الملكية العريقة في الحدائق وغرف القصر والجناح الخاص بالملك. ومن بين الأعمال الفنية المتميّزة، المعرضة في هذا القسم، لوحة زيتية رائعة للملك لويس الرابع عشر بريشة الفنان جان غارنييه والتي ترمز إلى الازدهار والتقدم آنذاك (1670-72)، بالإضافة إلى تمثال "ديانا فرساي" الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي، والذي تم اكتشافه في أرض القصر. وفي القرن الثامن عشر، ضمّت المجموعة الملكية الفرنسية أكبر مجموعة فنية في أوروبا، وأصبح من الواضح أن قصر اللوفر المخصص للفنون يُعد مقرًا وموقعًا مثاليًا لإنشاء متحف يتيح أمام الجميع الفرصة لدراسة المجموعات الملكية ورؤيتها. ويختتم المعرض رحلته مع الأعمال التكليفية والقطع التي تم اقتناؤها خلال عصر الملك الفرنسي لويس الرابع عشر. وقد فتح متحف اللوفر أبوابه للجمهور خلال الثورة الفرنسية، وتحديدًا في عام 1793. ومن بين هذه الأعمال إناء من البورسلين الياباني وغطاء مزخرف بأسلوب كاكيمون (1770) وتمثال "مونتيسكيو" للفنان كلوديون التابع لسلسلة تماثيل "رجال فرنسا الأبطال". وينتقل المعرض بالزوّار لاحقًا إلى قصر اللوفر الذي شهد رواجًا فنيًا استثنائيًا خلال القرن الثامن عشر، حيث كان مقرًا لاستوديوهات الفنانين والأكاديمية الملكية للرسم والنحت ومعرض "الصالون" الذي كان يتم تنظيمه في صالون كاريه سنويًا. ويضم المعرض قسمًا مخصصًا لورش العمل المقامة في قصر اللوفر والتي تحتضن أعمالًا فنيةً تنم عن براعة فنية عالية مثل "ساعة نشأة العالم" لعالم الفلك والآلات كلود سيميون والفنان فرانسوا توماس جيرمين. وتُعد لوحة "ذا يونغ درافتس مان" (1772) للفنان نيكولا برنارد ليبيسييه، المعروضة في القصر، مثالًا مبهرًا على إبداع أعضاء الأكاديمية الملكية للرسم والنحت ويستحضر معرض "من لوفر إلى آخر: إنشاء متحف للجميع" تحوّل اللوفر إلى متحف عالمي خلال القرن التاسع عشر، كما يرصد الحقب التاريخية والحضارية التي لم تحظ بقدر كافٍ من الأهمية في القارة الأوروبية آنذاك، بما في ذلك اليونان القديمة والعصور الوسطى والحضارات غير الأوروبية. ويهدف هذا القسم إلى إلهام الزوّار للتأمل في مفهوم المتحف العالمي واستكشاف أوجه التشابه بين جذور متحف اللوفر أبوظبي واللوفر الباريسي. ويأتي تصميم المتحف مستوحى بشكل مدهش من الحدائق والأضواء الخارجية في قصر فرساي ومستلهمًا من لمسات الفخامة والترف في مباني القصر، بما يعيد أجواء الحيوية والنشاط المعهودة في استوديوهات الفنانين داخل اللوفر وعروض الأزياء المكتظة بالزوّار والتي تُعرض فيها اللوحات الفنية، كما يستحضر الأسلوب الانتقائي في مجموعات متحف اللوفر أبوظبي في القرن التاسع عشر. وينضوي تحت برنامج المعرض تنظيم سلسلة من عروض الأفلام القصيرة الممتعة من أجل توفير تجربة أفضل للزوّار. يمثّل متحف اللوفر أبوظبي ثمرة التعاون الفريد بين حكومة أبوظبي وجمهورية فرنسا، وسيتم تنظيم برنامج المعارض الخاصة في اللوفر أبوظبي بالتعاون مع شركائه من المتاحف الفرنسية. ويكمّل هذا البرنامج المتنوع والحافل بالفعاليات المجموعة الدائمة لمتحف اللوفر أبوظبي، كما يعزز رؤيته العالمية التي تركز على سرّد الجوانب المشتركة بين الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات. ويتولى دور المنسّق العام للمعرض جان لوك مارتينيز، مدير متحف اللوفر باريس، وجولييت تراي المنسّقة العامة لدى قسم الفنون التصويرية في متحف اللوفر. وسيتم افتتاح معرض خاص آخر تحت عنوان "كو- لاب: الفن المعاصر والمهارات الحرفية" في 21 ديسمبر في رواق اللوفر أبوظبي. ويتضمن المعرض أربعة أعمال فنية معاصرة بوسائل مختلفة أبدعها فنانون في دولة الإمارات العربية المتحدة هم تالين هزبار، وزينب الهاشمي وفيكرام ديفيتشا، وخالد شعفار، بالتعاون مع مصانع فرنسية عريقة. ويعد المعرض جزءًا من مبادرة "البرنامج الثقافي الإماراتي-الفرنسي" التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية بفرنسا وزارة الثقافة الفرنسية والاتصالات والمعهد الفرنسي في يناير 2016.