اختتم معسكر تدريب الأئمة بالغردقة بمحافظة البحر الأحمر فعالياته بمحاضرة للدكتور عطا عبد العاطي السنباطي، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، تحت عنوان "القواعد الفقهية الكلية فى ضوء المقاصد الشرعية"، وذلك بحضور الدكتور ماهر على جبر، المشرف الفني على المعسكر، والدكتور أسامة فخري، مدير إدارة المساجد الحكومية بالديوان العام، والدكتور عبد الفتاح عبد القادر مسئول الاتصال الإعلامى للمديريات بالديوان العام، وعدد من قيادات الدعوة والأئمة بمديرية أوقاف البحر الأحمر. وفي بداية المحاضرة قدم الدكتور عطا السنباطي الشكر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة واصفا بشعلة النشاط وحرصه على العمل مواصلا الليل بالنهار للنهوض بوزارة الأوقاف دعويا وإداريا. وأكد السنباطي أن غياب فهم القواعد الفقهية وحفظها وإدراكها يعد خطرا كبيرا على سير الدعوة وتشويها لشريعة الإسلام السمحة، ولابد لكل فقيه أو مفسر أو محدث أو داعية من إدراك القواعد فى ضوء المقاصد الشرعية حتى يستقيم لديه المنهج فى إنزال الأحكام الشرعية على وقائعها منضبطة , وأوضح فضيلته أن القاعدة الفقهية هي قاعدة أغلبية تندرج تحتها فروع جزئية، وأن مقاصد الشريعة هى الغايات التي توصل إلى مقصود الشارع، ولابد لتلك المقاصد أن تكون واضحة في ذهن الداعية. وأشار إلى ضرورة إتقان الداعية أدوات استنباط الأحكام الشرعية، من إتقان لقواعد اللغة وحفظ وفهم نصوص الأحكام من قرآن وسنة، وناسخ ومنسوخ، ومطلق ومقيد، وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، موضحا أن معظم الخطأ الواقع في الخطاب الديني سببه الرئيس الجهل المتحقق لبعض متصدري الفتوى الذين قل فقههم وانعدم عندهم الفهم المستقيم للقواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية حتى طغى فكرهم وثقافتهم على المقاصد المعتبرة للشرع الحنيف، لذا يعد التصدر للفتوى لغير المتخصصين جناية على الشريعة وخيانة لله ورسوله، وقد قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: "الشرعي الطب، فالطب وضع لسلامة الأبدان، والشرع وضع لسلامة الأديان". كما أكد على أن هناك قضايا لا ينبغى للأفراد إصدار الحكم فيها ولكن هى منوطة بالمؤسسات في الدولة كقضية الجهاد، فالجهاد في ظل نظام الدولة يختص بالجيوش، وليس للأفراد المدنين ولا للجماعات حق إعلانه أو إصدار الأحكام بشأنه، كما قرر أن من يظن أن الأحكام الفقهية على التأبيد فقد افترى على الله ورسوله، فالأحكام لها تطور وفق أحوال الناس وأزمانهم وواقعهم. كما تعرض لمقصد الشريعة الإسلامية فى حفظ الأعراض وصيانتها وأن الإسلام أتى ليحفظ على الناس عوراتهم بحيث يجعل المجتمع نظيفا خاليا من الأمراض الجسدية والأخلاقية، مع مراعات الضوابط الشرعية فى إنكار المنكر على فاعله، بحيث لا تقتحم الخصوصيات أو يكون ذريعة لتتبع عورات الآخرين. وفى ختام المحاضرة دار حوار بين المحاضر والمشاركين من الأئمة حول موضوع المحاضرة فى صيغة سؤال وجواب والوقوف على الأحكام الشرعية لبعض القضايا المعاصرة ، هذا وقد أعرب السادة الأئمة عن سعادتهم وإعجابهم بالمحاضر وموضوع المحاضرة مقترحين إعداد كتيب عن تلك الفعاليات بالمعسكر وتوزيعه على الأئمة لتعظيم الاستفادة من تلك المحافل العلمية.