قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا الاعتدال والوسيطة في الأمور كلها. وأضاف «هاشم» خلال تقديمه برنامج «علمني الحبيب» على فضائية «الناس»، أن الوسطية تكون في العبادات والمُعاملات وفي سائر العلاقات، دون إفراط أو تفريط فلا نقصر ولا نغالي، منوهًا بأن التشدد هو الغلو ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم في الدين». واستدل بما رواه البخاري في صحيحه في قصة الرهط الذين أتوا إلى بيوت النبي عليه السلام يسألون عن عبادته، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)([13]). وأوضح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يقرَّ هذا الأمور على هؤلاء الصحابة الثلاثة لأنها تخالف منهجه الذي يدعو إلى الوسيطة.