أعرب الأكاديميون والباحثون العرب والأتراك في الندوة الإقليمية التي أقيمت في العاصمة التركية أنقرة بمناسبة ذكرى انطلاق الشرارة الأولى لثورات "الربيع العربي"، عن تضامنهم مع شعوب المنطقة العربية في مطالبتها بالديمقراطية والعدالة والحقوق المدنية، مؤكدين أن الطريق لا يزال طويلاً في اكتمال مسيرة الثورات العربية، تمامًا مثلما الحال الذي مرت به تركيا في طريقها صوب الديمقراطية والتي لا تزال تواجه عراقيل حتى الآن. وأكد المشاركون في الندوة، التي عقدت على مدى يومين بوسط أنقرة واختتمت الليلة الماضية تحت عنوان "الذكرى الأولى للربيع العربي وتركيا في ظل التأثيرات الإقليمية والعالمية" بهدف إلقاء الضوء على التحولات الديمقراطية والربيع العرب في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، على ضرورة أن تنحي القوى العالمية مصالحها جانبا وتفكر بمستقبل المنطقة في هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة في تاريخ الشعوب العربية. وقد شارك في ثماني جلسات خلال أعمال الندوة نخبة من الأكاديميين والأساتذة في عدد كبير من الجامعات التركية والغربية، فضلاً عن عدد من الكتاب الصحفيين في مختلف وسائل الإعلام التركية إلى جانب عدد من أساتذة الجامعات والباحثين ورؤسا مراكز بحثية عربية ونظمتها مؤسسة "الدراسات الاستراتيجية التركية" وهي هيئة بحثية مستقلة وتحت رعاية نقابة عمال الغابات والزراعة أوز أورمان، وهي إحدى أكبر نقابات الاتحاد العام للنقابات العمالية التركية. وأعرب المتحدثون عن ضرورة "بناء جسور" بين منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعمالية في كل من تركيا والبلدان العربية باعتبارها الركيزة الأساسية في تطور المجتمعات العربية خلال تلك المرحلة الانتقالية، وتحدث غالبية الحضور عن النموذج المصري والمرحلة التي تمر بها مصر ولا سيما عن الانتخابات وما أسفرت عنه من فوز الإسلاميين الذي رأه الكثيرون أنه منطقيًا من حيث إن هذا اختيار الشعب وهي أولى مسلمات التجربة الديمقراطية والتي يجب من خلالها تقييم التجربة كفرصة ثمينة لإضفاء الديمقراطية وتسييد رأي الشعوب في المنطقة.