"أنا امرأة عربية ومواطن من العالم الثالث وتراثي في الحالتين تراث الموؤدة، أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى حد الكتابة عن نفسي وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي". كتبت رضوى عاشور هذه الجملة في كتابها "تجربتي في الكتابة"، لتكون ملخصًا لما مرت به في مجتمعها خاصة في ظل وجود الكثير من القيود والروابط على المرأة، ولكنها قاومت وفرضت على الجميع التعامل معها كإنسان حر مؤثر، ليست مجرد امرأة تمارس دورها التقليدي في خضوع وانكسار، تميزت بكتابتها التي مزجت فيها بين التاريخ ووقائع حقيقية ورموز وطنية. ولدت الكاتبة المتمردة رضوى عاشور في القاهرة في 26 مايو 1946، ودرست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة القاهرة، وأثبتت تفوقها حتى حصولها على الماجستير من نفس الجامعة، حصلت على الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. عارض أهلها فكرة زواجها من شخص غير مصري ولكنها أصرت وبعدالكثير من المحاولات وافقوا، وأبدع مريد في وصفها وكتب: "قالوا لها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة، قالت لهم يا عبيد اللي ملوكها عبيد..من إمتى كانت رام الله من بلاد برة يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني.. من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد". نشرت عاشور أول أعمالها النقدية في عام 1977، ونشرت ثاني عمل نقدي بعدها بعام، ولكن تغييرت ظروف حياتها الشخصية للأسوأ بعدما رفضت السلطات المصرية بقاء زوجها الشاعر لفسطيني مريد البرغوثي معها في مصربسبب اعتراضه على زيارة السادات إلى إسرائيل، وتشتت شمل أسرتهما الصغيرة. اتجهت إلى الكتابة الأدبية وبدأتها بالعمل الروائي في عام 1983 باسم "أيام طالبة مصرية في أمريكا"، وأصدرت بعدها ثلاث أعمال روائية وهم "حجر دافئ - خديجة وسوسن - سراج". اهتمت الأديبة بالكتابة التاريخية فأصدرت روايتها "ثلاثية غرناطة" في عام 1994 وحازت بسببها على جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 في معرض القاهرة الدولي للكتاب. عملت الناقدة الأدبية كرئيس قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة عين شمس لمدة ثلاث سنوات من عام 1990 وحتى عام 1993، ولكنها عادت إلى النقد الأدبي في مطلع الألفينات وأصدرت مجموعة من كتب النقد التطبيقي، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي عام 2005. نشرت مجموعة قصصية في الفترة من 1999 وحتى 2012 وروايات، ومن أهمها رواية "الطنطورية"، كانت عاشقة للأدب فزوجها كان الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، وابنها الوحيد الشاعر تميم البرغوثي. حازت على الكثير من الجوائز كان أهمها الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن "ثلاثية غرناطة" عام 1995، وجائزة قسطنطين كفافيس الدلولية للأدب في اليونان عام 2007، وجائزة السلطان عويس للرواية والقصة. توفت الروائية والناقدة الأدبية في 30 نوفمبر 2014 عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان في الدماغ استمر لعدة أشهر، وتكريمًا لها يحمل مدرج جامعي اسمها في كلية الآداب التي قامت بالتدريس فيها، ورثاها زوجها مريد: "أثقل من رضوى ما تركتنا له وما تركته لنا.. رضوى عاشور تركتنا بعدها لا لنبكي بل لننتصر".