قالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن الظروف في ولاية راخين بشمال ميانمار "ليست ملائمة بما يسمح بعودة آمنة ومستمرة" لأكثر من 600 ألف من لاجئي الروهينجا الذين فروا من العنف إلى بنجلادش منذ أواخر أغسطس آب. وقالت المفوضية إنها لم تطلع بعد على اتفاق عودة اللاجئين الذي وقعه البلدان أمس الخميس، لكنها أكدت على أن أي رجوع للاجئين المنتمين للجماعة التي عانت صدمة شديدة يجب أن يكون آمنا وطوعيا. وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان إدواردز في إفادة صحفية "تطبيق المعايير الدولية ضروري ونحن مستعدون للمساعدة". ووقع البلدان أمس الخميس اتفاقا بشأن شروط عملية عودة الروهينجا التي من المقرر أن تبدأ في غضون أسبوعين لتقليل الضغط على مخيمات اللاجئين التي تزداد اتساعا في إقليم كوكس بازار في بنجلادش. ودعت جماعات لحقوق الإنسان اليوم الجمعة للسماح لوكالات دولية بمراقبة العودة المزمعة لمئات الآلاف من المسلمين الروهينجا من بنجلادش إلى ديارهم في ميانمار التي فروا منها في الشهور الثلاثة الماضية. وقال بيل فريليك مدير حقوق اللاجئين في هيومن رايتش ووتش "على المجتمع الدولي توضيح أنه لا يمكن عودة (اللاجئين) دون وجود مراقبين دوليين لضمان الأمن ونهاية فكرة تسكين العائدين في مخيمات وإعادة الأرض وبناء المنازل والقرى المدمرة". وفر أكثر من 600 ألف من الروهينجا إلى بنجلادش بعد أن شن الجيش في ميانمار عملية وحشية لمكافحة تمرد في قراهم الواقعة بالمناطق الشمالية في ولاية راخين بعد هجمات شنها مسلحون من الروهينجا على قاعدة للجيش ومواقع للشرطة يوم 25 أغسطس آب. ووصفت الأممالمتحدة والولايات المتحدة تحركات الجيش بأنها "تطهير عرقي" واتهمت جماعات حقوقية قوات الأمن في ميانمار بارتكاب أعمال وحشية جماعية تشمل الاغتصاب والحرق والقتل. وجاء في مذكرة التفاهم التي وقعتها ميانمار وبنجلادش أمس الخميس أن مجموعة عمل مشتركة ستتشكل خلال ثلاثة أسابيع للإعداد لعودة الروهينجا. لكن المذكرة لم تشمل تفاصيل بشأن معايير العودة ولا بشأن قيام وكالة الأممالمتحدة للاجئين بدور في العملية. وقال مراقبون لحقوق الإنسان إن البيانين المنفصلين الصادرين عن حكومتي البلدين لم يذكرا بنودا أخرى مهمة تشمل حماية الروهينجا من مزيد من العنف في المستقبل وطريقة لمعالجة وضعهم القانوني ولا ما إذا كان سيسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم الخاصة. ولم يتسن الحصول على تعليق اليوم الجمعة من متحدث باسم زعيمة ميانمار أونج سان سو كي، وأحجم المتحدث عن التعليق على هذه المخاوف في اتصال أجرته به رويترز مساء أمس. وقال مدير حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية تشارمين محمد إنه جرى تهميش الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالكامل في الاتفاق وإن الحديث عن عودة الروهينجا "سابق لأوانه" نظرا لاستمرار تدفقهم إلى بنجلادش. ورحبت الصين بالاتفاق. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ للصحفيين اليوم الجمعة إن بكين "تشعر بالرضا إزاء التطور الإيجابي الحالي الذي تحقق"، مضيفا أن الوضع في راخين "هدأ بشكل واضح".