نظمت إدارة البحث العلمي ومركز الزوار بالكرنك محاضرة اليوم الثلاثاء،ألقاها عبد الستار بدري مدير عام المركز المصري الفرنسي بالكرنك،عن المقصورة البيضاء للملك" سنوسرت الأول"،والتي ترجع للدولة الوسطى الأسرة 12. وقال بدري خلال المحاضرة أن بناء هذه المقصورة يرجع لعهد الملك"سنوسرت الأول"من ملوك الأسرة الثانية عشرة في عهد الدولة الوسطى 1972- 1938 ق . م،وهى مصنوعة من الحجر الجيري الجيد، وتعتبر من اصغر المقاصير التي بنيت لاستراحة المركب المقدس،ومن أوائل المقاصير التي بنيت كذلك داخل معبد الكرنك. وقد بنيت للاحتفال باليوبيل الثلاثيني للملك(احتفال الحب سد)،حيث سجلت بالنقش الغائر البارز مظاهر الاحتفال بهذا العيد،ولا تزال بقايا الألوان ظاهرة على كورنيش هذه المقصورة،وسقفها يحمله 16 عشر عمود 4 منها في الوسط ثم 12 عمود يحيطون بأجناب هذه المقصورة،وتوجد قاعدة لاستراحة المركب في وسط المقصورة. وتابع:يوجد في الجانب الشرقي والغربي منحدر في كل جانب"طريق صاعد"،ولقد نقش على جانبي المقصورة من الخارج مقاطعات مصر في هذه الفترة،حيث نقشت مقاطعات مصر العليا فى الناحية الجنوبية ومقاطعات مصر السفلى من الناحية الشمالية،ويعطينا هذا معلومات جغرافية مهمة عن الاقاليم المصرية. وقال:نقش كذلك مساحة كل مقاطعة وعاصمتها واله النيل وزوجته وهما يقومان بعملية التقدمات،وسقف هذه المقصورة يمثل السماء بنجومها الزاهية،حيث كانت المقصورة مبنية في عصر هذا الملك بالجزء الداخلي لمعبد الكرنك بجوار قدس الأقداس الآن،والذي أنشأه بعد ذلك(فيليب أريدايوس)،ثم فككت أحجارها ووضعت داخل البيلون الثالث الذي يرجع لعصر الملك"أمنحتب الثالث"الأسرة 18 الدولة الحديثة. ثم أعيد تركيبها بعد استخراج أحجارها من داخل البيلون الثالث في مكانها الآن،في منطقة المتحف المفتوح من الناحية الشمالية الغربية للمعبد بواسطة المهندس الفرنسي ( شفرييه ) في منتصف القرن العشرين وهى تعتبر من أجمل المقاصير من العصور الفرعونية . وأوضح أن المقصورة تحتوي علي اسماء عدة اماكن اقامها الملك سنوسرت الاول مثل البحيرات والمقاصير والمعابد والحصون،حيث حكم سنوسرت الاول حوالي 46 سنة،منها 10 سنوات اشتراكا في الحكم مع والده امنمحات الاول،وشيد العديد من الحصون في النوبة مثل"عنيبة – كوبان- اكور"،ودفن في اللشت وذكرته قائمة تورين انه حكم 45 سنة،وربما هو من قام بحفر القناة التي تربط النيل بالبحيرات المرة.
