سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى وفاته.. منزل «عبد الناصر» مهدد بالانهيار والمسئولون في «غيبوبة».. أسرة الزعيم: أصبح مهجورا تسكنه الأشباح.. ونطالب بتحويله إلى متحف شاهد على ثورة يوليو.. صور
* «صدى البلد» يرصد الإهمال بمنزل «عبد الناصر» في ذكرى وفاة * عائلة الزعيم: * المنزل مهدد بالانهيار.. ونطالب بتحويله إلى متحف شاهد على ثورة 52 * تم تهميشه سياحيًا بالامتناع عن تحويل منزله لمزار سياحى * المنزل شهد اجتماعات للضباط الاحرار قبل انطلاق ثورة يوليو * مصدر بمجلس المدينة: المنزل ملكية خاصة ولا نستطيع ترميمه تحل اليوم، الخميس، ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ابن قرية بني مر بمحافظة أسيوط، وأحد مفجري ثورة 23 يوليو عام 1952 ضد الحكم الملكي والذي قضى على الإقطاع. وعلى الرغم من المكانة التي حظي بها "عبد الناصر"، إلا أن قريته بني مر، لم تحظ بالاهتمام من قبل الحكومات التي تعاقبت على مدار عشرات السنوات الماضية، كما أن منزل الزعيم الراحل الذي شهد على تاريخ مصر خلال عصرها الملكي وشهد على اجتماع الضباط الأحرار، عندما كان عبد الناصر ضابطا بالمنطقة الجنوبية العسكرية للاطاحة بالنظام الملكي، مهدد بالانهيار بسبب الإهمال من قبل المحافظة، حيث إنه المنزل أنشئ عام 1900 قبل مولد عبدالناصر ب 18 عاما وأصبح الآن مهجورا لا يسكنه إلا الأشباح بالرغم من تاريخه السياسي. من جانبه، قال المهندس علي عطية حسين، ابن عم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن "منزل الحاج خليل جد جمال عبد الناصر هو مسقط رأس جمال عبد الناصر، وعندما كان يخدم في جيش منقباد هو وزملاؤه كان جدي الحاج حسين يقوم بعزومته هو وزملائه في المنزل وكانوا بصفة مستمرة يأتون في فسحة إلى القرية، ولكن للأسف قبل ثورة 52 توفي جد عبد الناصر الحاج حسين وتأثر به كثيرا عبد الناصر، وعلى الرغم من تأثره بوفاة جده، إلا انه لم يتوقف عن اجتماعات الضباط الأحرار، حيث اجتمع أكثر من مرة بهم بمنزل جده بالقرية وكانوا يجلسون على "مصطبة" طينية لأن المنزل مبني بالطين والطوب اللبن وسقفه من الجريد والعروق الخشبية، وكان على رأس الحاضرين معه الرئيس محمد نجيب". وأضاف: "كانت القرية في استقبالهم، وقام عمدة القرية ماهر علي بدعوتهم لتناول الغداء، وبعد الغداء ألقى عبد الناصر أول خطبه له في القرية، وعندما أراد بعض المنافقين التفخيم في عبد الناصر، قال لهم في خطبته: إنني أنا جمال عبد الناصر حسين وكلكم تعرفون عائلة الحاج حسين إنني من عائلة فقيرة، وأعدكم أنني سوف أعيش وأموت فقيرا". وتابع: "جاء بعدها إلى القرية 3 مرات وكان يعلم بالظروف الصعبة التي تمر بها عائلته، ولكن كان دائما يقول لأهله: إنني لا أملك شيئا إلا مرتبي وأقوم بصرفه علي وعلى أولادي، ولم يميزنا بأي شيء أو امتيازات وكان يقول لنا: أنا ابن أسوان وابن السلوم ولكن كان يصل الرحم بينه وبين الأسرة بالقرية". ويقول علي: "بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة السادات وحسين الشافعي وبعض قيادات الثورة وقاموا بأداء واجب العزاء وقال السادات في المنزل: "هذا منزل عبد الناصر والذي به طوبة حمراء وطوبة خضراء، كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة ولكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقى كما هو حتى الموت"، وبكى السادات". وأضاف: "أما بالنسبة لأولاده الدكتور خالد، الله يرحمه نجل عبدالناصر حضر وهو طالب إلى القرية وحضر بعد ذلك في السبعينيات حيث كان يأتي لزيارة الأسرة في المناسبات، وآخر مرة حضر فيها إلى بني مر عندما توفى عمي طه حسين". وتابع: «عندما حضر وزملاؤه لتناول الغداء ظل زملاؤه يمزحون ويقولون له يا جمال إنت عمال تفتخر إنك من أسرة فقيرة وجدك عاملنا أكل باشاوات ومدعي الفقر، وقتها جمال شعر بأنه أثقل على جده لأنه كان لماحا وخرجوا من المنزل إلى المسجد وأثناء سيرهم قام جمال بإخراج فلوس من جيبه حتى يعطيها إلى جده، فشعر جمال بأن جده غضب منه، وقال له جده: "يوم المنى يا جمال أشوفك ضابط"، فقام جمال باحتضان جده وتقبيل رأسه، فدعا له جده حسين وقال "روح يا واد ولدي يديك أعلى رتبة ويجعلك حاكم، وتحققت دعوة جده له". وأكد سيد جمال، من سكان قرية بني مر، أن هناك مسئولين زاروا القرية وتفقدوا منزل الزعيم الراحل وشاهدوا وضع المنزل الذي أوشك على الانهيار ولكن لم يتخذوا أي قرار بترميمه كونه شاهدا على التاريخ، خاصة اجتماع الضباط الأحرار قبل ثورة 1952. ويقول ناجح حسن، من الأهالي، إن القرية لها باع طويل فى السياسة وخرج منها كبار السياسيين وأغلب أعضاء مجلس الشعب بالمركز، ومنهم المرحوم الحاج كرم عيسى من كبار البرلمانيين المصريين، وابنه الشهيد ضابط الشرطة عيسى كرم عيسى الذى استشهد أمام مسجد ناصر على أيدى الجماعات الإسلامية فى الثمانينات. وأضاف: "فتلك القرية التى استقبلت رؤساء الدول وقادة الشعوب فيما مضى، حيث كان الرئيس الراحل يحب أن يصطحبهم إلى هناك أحيانا، إلا أن الأنظمة السابقة اعتادت تهميش قرية بنى مر التابعة لمركز الفتح كونها القرية التى شهدت ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتم تهميشها سياحيًا بالامتناع عن تحويل منزله لمزار سياحى وتم إهمال تطوير المرافق والخدمات بالقرية". من جهة أخرى، أكد مصدر مسئول بمركز ومدينة الفتح أنه لا يحق لمجلس المدينة عمل ترميمات أو صيانة منزل الزعيم جمال عبد الناصر لأنه لم يصدر له قرار كونه أثرا أو مزارا سياحيا بل هو ملكيه خاصة لأفراد، ما يجعل أي عمل في المنزل يحاسب عليه القانون. وقال المصدر إن المنزل يمثل خطرا داهما بسبب التصدعات التي سيطرت على جدرانه، ولكن مجلس المدينة لم يصدر قرارا بإزالة المنزل حتى لا يستغل ضعاف النفوس القرار بأن الدولة تريد هدم منزل عبد الناصر.