أكد الدكتور مجدى بدران استشاري الأطفال ، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس ، أنه مع بدء العام الدراسى الجديد يجب أن توجه المدرسة عناية خاصة للأطفال من مرضى الحساسية الصدرية والربو الشعبى ، مشددا على أن التواصل بين البيت والمدرسة يساهم فى سرعة إنقاذ الطفل حال تعرضه للأزمة ، و كلما زاد عدد المدرسين والإداريين (خاصة مشرفي الطابور المدرسى ) الذين لديهم معرفة بحالة الطفل ، كلما قلت مضاعفات الأزمات الربوية 0 كما أكد بدران في حديث خاص اليوم - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن التعايش مع الربو لم يعد صعبا أو مستحيلا ، وأن معرفة مسببات الحساسية يفيد فى الوقاية من الأزمات ، حيث أن الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة نادرة نسبيا ، ومعظمها ينتج عن التدهور التدريجي فى الأعراض التى يتم أهمالها ، مشيرا إلى أن أسباب الاصابة بالمرض متعددة ، وعدم المهارة فى تحديدها والسيطرة عليها يؤدى إلى البحث عن أسباب غامضة قد تؤخر العلاج ، ويؤدى إلى تكرار الأزمات وغياب الطفل عن المدرسة وأحيانا عن الإمتحانات ، مما يصيبه بالتوتر الذى يؤثر سلبا على التحصيل الدراسى0 ولفت إلى أن الفيروسات التنفسية من الأسباب الرئيسية للأزمات الحادةه التنفسية خاصة لمرضى الربو ، موضحا أن الاكتشافات الحديثة ساعدت في فهم وبائيات تهييج الفيروسات التنفسية لمرضى الربو الشعبي وطرق الحدوث ، مما جعل المتخصصين أكثر قدره على العلاج والوقاية0 وأشار بدران،إلى11 سببا يؤدي إلى إصابة الطفل بالحساسية الصدرية والربو وهى ، التلوث البيئى ، التدخين والتدخين السلبي ، حرق قش الأرز ، تلوث البيئة المدرسية و ماحولها ، وجود ثلاجات المشروبات الباردة والمثلجة بجوار وداخل بعض المدارس مما يعرض الاطفال لمكسبات الطعم واللون والرائحة و المواد الحافظة يوميا ، قلة الحركة والنشاط ، النزاعات الأسرية والأمومة الغائبة ، لعب الأطفال الفرو ، التكدس فى غرف النوم ، الاسراف فى استخدام المعطرات ، والسمنة 0 وأضاف أن الربو الشعبى وهو مرض مزمن لم يعد فقط أكثر أمراض الأطفال المزمنة شيوعا ، بل إنه غدى وباء القرن لارتباطه بالحساسية خاصة الحساسية ضد العديد من المؤثرات البيئة ، مشيرا إلى أن معدلات الإصابة به تزداد بنسبة 5 فى المائة سنويا ، ومن أبرز أعراضه ضيق الشعب الهوائية و تحسسها ، وتكرار نوبات الأزيز الصدرى و الكحة و ضيق النفس و قصره 0 وأكد بدران ، أن هناك صورا مختلفة من مرض الربو الذى يصيب الأطفال ، وأنه يمثل تحديا كبيرا مقارنة بربو البالغين لعدة أسباب ، من بينها عدم إكتمال الجهاز التنفسى والجهاز المناعى لدى الأطفال ، وعدم إلمام الأطفال وذويهم بطبيعة و مستجدات المرض ، والتلوث البيئى خاصة تلوث الهواء و بصورة شديدة الخصوصية ، و تلوث هواء المنازل المصرية التى سقط 71 فى المائة منها فى أتون التدخين السلبى ، وأرجع بدران ، انتشار المرض فى المدن الحديثة جراء التدخين السلبي وزيادة التعرض للمسببات البيئية التي لا تستثني حتي الاجنة داخل أرحام أمهاتهم ، منوها إلى أن الإصابة بالربو الشعبى غالبا ما تبدأ مبكرا فى مرحلة الطفولة فى 80 فى المائة من الحالات ، حيث سجلت نصف حالات الربو أصابة الطفل قبل بلوغ الثالثة من العمر ، في حين انه يتم تشخيص ثلثي حالات الاصابة بالمرض في الغالب عند بلوغ سن 18 عاما، أى أن معظم البالغين الذين يعانون من الربو هم مصابون به منذ الطفولة 0 وألمح استشارى الحساسية ، إلى أن الحرق السنوى لقش الأرز يزيد من أزمات الربو خاصة لدى الأطفال لاحتوائه على أكثر من 100 مادة كيميائية تنتج أثناء عملية الحرق غير الكامل لكتلته الحيوية ، تكون جسيمات عالقة بالهواء ، مشيرا إلى أنها جسيمات مجهرية تترسب في الأنف والمجارى التنفسيه حتى الرئتين، مسببة تهيج وحساسية الأغشية المخاطية0 وتابع بدران ، أن مخاطر تعرض الاطفال للامراض تزداد على مدى سنوات الدراسة نتيجة تلوث البيئة المدرسية ، إلى جانب قلة حركة ونشاط أطفال اليوم عن الأجيال السابقة ، و استسلامهم للشاشات الإليكترونية ، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية أو البدنية كما ينبغى ، وكل ذلك يترتب عليه مناعة أقل و جهاز تنفسى اضعف كفاءة عما مضى. وأشار إلى ظهور ظاهرة الحساسية النفسية لدى الأطفال و هشاشة مقاومتهم للنزاعات الأسرية ، لافتا إلى أن العوامل النفسية والضغوط والتوتر أو تدنى الثقة بالنفس لها دور فى حدوث وتفاقم أعراض الربو وتؤثر سلبا على الالتزام بالعلاج ، مؤكدا أن النزاعات الأسرية وراء أزمات الربو وأن غياب التفاهم الأسرى و الحب و الطمأنينة فى الأسرة من أسوأ العوامل التى ترتبط بعدم تحسن حالات ربو الأطفال و زيادة معدلات تكرار الأزمات0 و لفت إلى أن ، الأمومة الغائبة نتيجة الاهمال أو الطلاق أو انفصال الأم عن الطفل ، تزيد من حالات الربو و شدة النوبات المتكررة التى يعانى منها الأطفال المصابون بحساسية الصدر خاصة الأناث ، وذلك بسبب زيادة التوتر والكبت العاطفى الأزمات التنفسية ، منوها إلى أن لعب الأطفال الفرو تحتضن حشرة الفراش و مسببات الحساسية ، وكذلك القطط و الكلاب و أتربة حبوب لقاح 0 ونوه بدران إلى أن الرطوبة و التدخين ينعشا حشرة الفراش وهى السبب الرئيس في الإصابة بالحساسية سواء الأنفيه أو الصدريه أو حساسية الجلد الوارثيه ، ويفاقم استنشاق إفرازات القطط و سموم البكتيريا من حساسية الفراش، ولايقتل تلك الحشرة سوى الشمس والماء المغلى ، ناصحا بوضع لعب الأطفال الفرو فى الفريزر لمدة 24 ساعة حيث التجميد لدرجة حرارة 20 تحت الصفر وهذا يقتلها وذكر أن السمنة من العوامل المهيئة للإصابة بمرض الربو ، وتزيد من معدلات الأزمات الربوية خمسة أضعاف ، فالاطفال البدناء أكثر عرضة للحساسية ، موضحا أنه كلما زاد محيط خصر الإناث عن المعدلات الطبيعية زادت معدلات الربو حتى لوكان الوزن مثاليا . وتابع، أنه يفضل تخصيص غرفة نوم منفردة للطفل المصاب بالربو، حيث أثبتت الابحاث العلمية أنه كلما زاد التكدس فى غرفة النوم الطفل المصاب بحساسية الصدر زادت معدلات حساسية الصدر فى المجتمع ، و تنخفض تلك المعدلات بنسبة 6 فى المائة عند مشاركة شخص واحد غرفة النوم مع الطفل المصاب ، و ترتفع المعدلات إلى 10.5 فى المائة إذا إشترك خمسة اشخاص مع الطفل المصاب فى غرف النوم . ووجه استشارى الحساسية ثلاث رسائل ( للمدرسة والأسرة والتلميذ المصاب بالربو ) تؤكد أن التعايش بأمان مع الربو الشعبى ممكن بشروط ، تتلخص فى التشخيص المبكر والإلتزام بالعلاج ، المتابعة الدورية ، البعد عن مسببات الحساسية قدر الإمكان ، الامتناع عن التبغ، محاربة الصراصير ،عدم السماح بتواجد القطط و الكلاب و العصافير و الطيور فى المنزل أو فوق الأسطح ، التخلص من الأتربة و الغبار وأضاف أنه يجب مراعاة منع التدخين تماما داخل المدرسة ، نظافة الفصول والحمامات و فناء المدرسة و الأرصفة حول المدرسة ، نشر الرئة الخضراء فى المدارس ، ووضع قوائم بالطلبة المصابين بالربو فى الفصول و كانتين المدرسة و إدارة المدرسة ، لتجنب التأخير فى إنقاذ من يتعرض لأزمة ربوبة داخل المدرسة ، التواصل بين المدرسة والأسرة ، على أن يتم تبليغ المدرسة أولا بأول بأى مستجدات فى حالة الطفل ، ووضع خطة علاج مكتوبة باسم الطفل فى العيادة المدرسية , مع عبوات من أدوية الطفل اللازمة لعلاج الأزمات الربوية. وفي رسالة طمأنينه للأطفال الكبار والمراهقين المصابين بالربو، قال الدكتور مجدى بدران لا تقلق ستتحسن و تعيش حياة طبيعية عند الإلتزام بالتعليمات، و لاتخجل أو تتردد فى تبليغ المحيطين بك فى المدرسة خاصة الكبار بأى شعور بضيق النفس أو السعال أو صداع أو سخونة أو التعب المفاجئ أو صعوبة الكلام ، مؤكدا أن هناك أسباب للربو بمقدور المريض أن يمنعها ، ومنها الأغذية السريعة غربية النمط و المشروبات الصناعية 0 وحذر من إهمال أدوية الوقاية من الأزمات التفسية،مشددا على ضرورة الاحتفاظ بها فى الحقيبة، و إرتداء الكمامات حال الخروج أوقات حدوث الأدخنة الضارة و هبوب العواصف المتربة ، وغسل الأنف أولا بأول ، و البعد عن الإزدحام وغسل الأيدى و تغطية الأنف والفم فى حالات سعال أو عطس من حولك ، وإرتداء الملابس الواقية من البرد، وعدم الاسراف فى استخدام التكييف والمراوح ، وتناول الأغذية الصحية وعدم تناول الأغذية الممنوعة المسببة للحساسية ، وعدم تناول الطعام فى الفراش حيث يجعله ذلك مرتعا للميكروبات ومسببات الحساسية 0