بدأت الصينوروسيا المرحلة الثانية من مناوراتهما البحرية المشتركة اليوم الاثنين في خطوة جديدة تقوم بها الصين بوضع قوتها البحرية فى محل الاختبار فى مناطق بحرية تعد غير مألوفة بالنسبة لها. وكان اسطول بحرى صينى غادر من أحد الموانىء في تشينغداو في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين يوم الأربعاء الماضى متوجها إلى فلاديفوستوك فى روسيا للمشاركة في تدريب عسكري مشترك مع البحرية الروسية. ويتكون الأسطول من مدمرة الصواريخ "شيجياتشوانغ" وفرقاطة الصواريخ "داتشينغ" وسفينة الإمدادات الشاملة "دونغبينغهو" وغواصة الإنقاذ "تشانغداو" فضلا عن طائرات هليكوبتر وعدد من مركبات الإنقاذ الغاطسة. وتعد التدريبات التي تجرى في بحر اليابان وفى بحر أوخوتسك قبالة جزيرة هوكايدو شمال اليابان، المرحلة الثانية من المناورات البحرية السنوية المشتركة بين البلدين، التى أجريت مرحلتها الأولى في الفترة من 22 27 يوليو الماضي في بحر البلطيق. وقال خبراء بالبحرية إن المناورات تهدف إلى إظهار العلاقة الوثيقة بين الصينوروسيا فى ظل التوتر الشديد فى شبه الجزيرة الكورية فى وقت تدعو فيه بكينالولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية الى تقليص تدريباتهما العسكرية فى المنطقة. وستقوم القوات البحرية من الجانبين الصينى والروسي لأول مرة بتدريبات إنقاذ غواصات مشتركة وتدريبات مشتركة مضادة للغواصات تضم العديد من الأسلحة وأنواع عديدة من الطائرات والسفن. وكانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت في وقت سابق أن المناورات ستبدأ بتدريبات ساحلية في فلاديفوستوك من الاثنين إلى الخميس ثم تدريبات بحرية من 22 حتى 26 سبتمبر الجاري. ونقلت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج بوست) الصينية عن الخبير العسكرى فى بكين لى جى قوله" إن الصين تريد أن تثبت براعتها القتالية على المستوى الدولي بهذه التدريبات، وإذا أرادت البحرية الصينية أن تثبت أنها تستطيع حقا أن تقوم بمهام فى أعالى البحار، فيتعين عليها أن تكون قادرة على العمل فى جميع الأحوال الجوية وفى المياه غير المألوفة، وروسيا وحدها هى التى يمكن أن تمنح الصين هذا النوع من التدريب". وأشار الخبير العسكري إلى أن التدريبات تجرى فى الوقت الذى تمارس فيه الولاياتالمتحدة ضغوطا على الصين لكبح جماح الطموحات النووية لكوريا الشمالية، وبينما يواصل الجيش الأمريكى إجراء مناورات خاصة به مع اليابان وكوريا الجنوبية فى المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية. وقال " إن هناك حاجة لأن تظهر القوات البحرية لجيش التحرير الشعبى الصينى قدراتها القتالية فى حالة نشوب صراع عسكرى فى المنطقة". وأكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) فى تقرير لها الأسبوع الماضى نقلا عن مصادر عسكرية صينية أن المناورات لا تستهدف أطرافا خارجية، وإنها جزء من برنامج التدريب السنوى المشترك بين البلدين..مضيفة إن التدريب يهدف لتعزيز ودعم علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصينوروسيا وتعميق التعاون الودي والعملي بين جيشي البلدين وتحسين قدرات التعامل بشكل مشترك مع التهديدات الأمنية في البحر. وقال ني ليكسيونغ، الخبير البحرى في شنغهاي" إن طوكيو ستكون مستاءة من التدريبات لانها ستجرى فى المياه القريبة من جزر الكوريل المتنازع عليها والتى تطالب بها اليابان وتسيطر عليها روسيا". وأضاف" إن موسكو لن تحتاج إلى مساعدة صينية فى حالة نشوب نزاع بحري مع اليابان، بيد أنها ترغب فى جعل هذه المياه المهمة متاحة للتدريبات المشتركة، وهذا يدل على دعم روسيالبكين سياسيا ودبلوماسيا". وتعد تلك المناورات، الثامنة التى تقوم بها البحرية الصينية بشكل مشترك مع البحرية الروسية خلال السنوات الست الماضية، وفي العام 2015 أجرت الصينوروسيا مجموعتين من المناورات المشتركة - في البحر الأبيض المتوسط وبحر اليابان.