لخص المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الهدف من المناورة العسكرية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، والتي وصفت بأنها الأولى من نوعها منذ العام 1998، بأنها تهدف إلى فحص وتنظيم عمل القيادات على مستوى فوق الفرق، وهو الجانب الذي فشل فيه الجيش في الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في صيف العام 2006 وأنه في حال اندلاع الحرب مستقبلا مع حزب الله في لبنان، فإن التعليمات لقادة الفرق والألوية ينبغي أن تكون واضحة، وسيكون عليهم الوصول إلى الأهداف التي وضعت أمامهم في عمق الأراضي اللبنانية في الموعد المحدد، وضرب وحدات حزب الله وممتلكاته في هذه المناطق، والعمل على تقليص إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وقال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" أنه على مستوى قيادة هيئة الأركان، فسوف يكون المطلوب من الجيش توفير حماية فعالة من إمكانية تحقيق حزب لله ل"إنجاز إدراكي" (يرتسم في الوعي) مثل توجيه الضربة الأولى المفاجئة وفي الوقت نفسه يوجه الجيش ضربة عسكرية ضخمة في الأراضي اللبنانية تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة. وخلال وقت قصير يستعد لإرسال قوات برية ضخمة للمناورة في الأراضي اللبنانية. وينفذ الجيش الإسرائيلي مئات عمليات عسكرية كهذه سنويا وبأشكال مختلفة، بينها هجومية، وغالبيتها غارات جوية، واستخباراتية واقتصادية وسياسية، وبعضها "بتعاون إقليمي دولي". ويضيف هرئيل، أن هذه الأمور يجب أن تحصل من خلال الحفاظ على شرعية للقيام بالعملية العسكرية، من خلال دعم شعبي محلي، وتفهم دولي معين للاعتبارات الإسرائيلية، على الأقل. بينما يعمل الجيش على تقليص أمد الحرب من أجل التخفيف عن الجبهة الداخلية، والسعي إلى وضع إنجازات عملانية جدية، في نهاية الحرب، بيد المستوى السياسي بحيث يتاح له ترجمتها في بلورة واقع سياسي مريح ولأمد بعيد. إلى ذلك، يشير المحلل العسكري إلى أن إيران ترسخ نفوذها في سورية، بينما يسهم الدور الأمريكي في قتال تنظيم "داعش"، في الموصل والرقة، في مساعدة إيران على تحقيق طموحها في "إنشاء تواصل بري يمتد من طهران مرورا ببغداد ودمشق، وانتهاء ببيروت". وعلى مستوى التسليح، بحسب هرئيل، فمن المحتمل أن حزب الله حقق نجاحات أقل، حيث أن إيران وسورية بذلتا في السنوات الأخيرة جهودا لتسليحه بصواريخ دقيقة، بحيث تصل دقتها إلى أقل من عشرات الأمتار من الهدف. وفي سياق ذي صلة بالمناورة العسكرية الأخيرة، فإن شعبة التنصت في مقر قيادة الأركان في تل أبيب قد عملت طيلة المناورة، وجرى دمجها بها كقيادة مستقلة تقوم باستخدام القوة وبحسب رئيس شعبة التنصت، نداف بادان، فقد استكملت عملية تحول الشعبة من كونها خاضعة للقائد ووظيفتها الربط بين قيادة الأركان والوحدات، إلى قيادة مستقلة وظيفتها تنظيم القيادة والتحكم بالوحدات، ومواصلة نقل المعلومات والاستخبارات الضخمة المستخدمة في القتال، والحماية من تهديدات الهجوم السيبراني.