قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الجمعة إنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تنظر إلى أبعد من العنف والتطرف اللذين اندلعًا بعد ثورات الربيع العربي وأن تزيد الدعم للديمقراطيات الناشئة في المنطقة من أجل صياغة الأمن على المدى البعيد. وقالت كلينتون إن واشنطن لا يمكن أن تردعها "أعمال عنف يرتكبها عدد صغير من المتطرفين". وتسعى وزيرة الخارجية إلى تعزيز سياسة إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط بعد موجة من العنف المعادي للولايات المتحدة وهجوم قاتل في الشهر الماضي على البعثة الأمريكية في بنغازي بليبيا. وقالت في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز أبحاث في واشنطن "ندرك أن الولاياتالمتحدة ليست ملزمة بإدارة هذه التحولات ومن المؤكد أنه لسنا نحن المعنيين بكسبها أو خسارتها". ولكن يتعين علينا أن نساند أولئك الذين يعملون كل يوم على تقوية المؤسسات الديمقراطية ويدافعون عن الحقوق العالمية ويسعون من أجل نمو اقتصادي شامل. ذلك سيؤدي إلى شركاء أكثر قدرة وأمنا أكثر دوامًا على المدي البعيد". وأصبح الاضطراب في الشرق الأوسط وقودًا لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث يسعى المرشح الجمهوري ميت رومني إلى تصوير الرئيس باراك أوباما باعتباره رئيسًا غير فعال ترك الولاياتالمتحدة معرضة للمخاطر في وقت أزمة دولية. وركز رومني والجمهوريون على هجوم بنغازي الذي وقع يوم 11 سبتبمر وقتل فيه السفير الأمريكي كريس ستيفنس وثلاثة أمريكيين آخرين ويتهمون إدارة أوباما بالتقصير الأمني والمخابراتي فيما يصفه المسئولون الآن بأنه هجوم إرهابي. واشارت كلينتون إلى أن تحقيقًا رسميًا يجرى بشأن حادث بنغازي وتعهدت بأن الولاياتالمتحدة ستتعقب المسئولين عن الهجوم. ولكنها أكدت أنه يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين التعامل مع عالم يكتنفه الغموض وخطر لتعزيز المصالح الأمريكية وحمايتها. وقالت "لن نستطيع أبدًا منع كل أعمال العنف أو الإرهاب أو تحقيق الأمن الكامل. لن يستطيع شعبنا أن يعيش في ثكنات ويؤدي عمله". واعترفت كلينتون بأن الاضطراب السياسي في ليبيا واليمن وصعود الأحزاب الإسلامية إلى السلطة في مصر وتونس وتوسع الأزمة في سوريا جميعها اختبارات للقيادة الأمريكية ولكنها قالت إن توسيع التواصل لا تقليصه هي الطريق الوحيد للمضي قدمًا. وقالت: "بالنسبة للولايات المتحدة فإن دعم التحولات الديمقراطية ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة استراتيجية". وأشارت إلى "الوعد المتوهج للربيع العربي" من خلال رد الفعل ضد لاجماعات المتطرفة في ليبيا وتونس وقالت إنه في حالات كثيرة فإن المجتمعات العربية التي جرى تمكينها حديثا تدافع عن المبادئ السلمية والتعددية والديمقراطية. وأشارت كلينتون إلى التحدي في مصر حيث وقعت اشتباكات أمس الجمعة بين الليبراليين والإسلاميين في أول أعمال عنف في الشوارع منذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة في يونيو مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 مصاب. وقالت "ندعم الشعب المصري في سعيه من أجل الحريات الشاملة والحماية". الوضع الداخلي في مصر يعتمد على العلاقات السلمية مع جيرانها وكذلك على الاختيارات التي يتخذونها في الداخل وما إذا كانوا يوفون بوعودهم لشعبهم". وخصصت إدارة أوبما نحو مليار دولار لمساعدة البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي وطلبت من الكونجرس 770 مليون دولار أخرى في صندوق مخصص لتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية محددة. لكن النواب الجمهوريين ما زالوا قلقين ويشيرون إلى أوجه الغموض السياسية في المنطقة والحاجة إلى إجراء حسابات بحذر في مرحلة تشهد عجزًا في الميزانيات يتزايد بسرعة.