فيما تتوالى الأحداث بشأن التنظيمات الإرهابية والعمليات النوعية التي ينفذها أعضاء تلك التنظيمات، تظل فترة التسعينيات خاصة تلك التي أعقبت اغتيال الرئيس محمد أنور السادات شاهدًا على قوة التعامل الأمني مع هؤلاء الأفراد، وكيفية الحصول على المعلومات التي تقود مباشرة للقبض على كوادر أكبر تنظيم في ذلك الوقت وهو تنظيم الجهاد. ورغم ما كتب وما صيغ عن تلك الفترة إلا أن تفاصيل أحداثها لا تزال تحوي الجديد خاصة إذا كانت من شهود عيان ومسئولين في ذلك الوقت عن قوات أمنية على الأرض.. العميد خيري طلعت قائد قطاع الدويقة للعمليات الخاصة عام 1980 كشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالقبض على قيادات تنظيم الجهاد الإسلامي عقب مقتل الرئيس محمد أنور السادات لافتًا إلى أن أيمن الظواهري كان بمثابة شفرة حل اللغز ومفتاح تتبع قيادات التنظيم. وبحسب طلعت جرى القبض على أيمن الظواهري في فيلا بمنطقة البساتين واصطحابه إلى مقر وزارة الداخلية والتقى وقتها اللواء نبوي إسماعيل وزير الداخلية في ذاك الحين وطلب الظواهري عدم التعرض له مقابل الإعتراف والإدلاء بكل ما تريده الشرطة وكانت تلك بداية القبض على قاتلي الرئيس السادات. وعقب إدلائه بكافة المعلومات التي تريدها الأجهزة الأمنية أجرى الظواهري مكالمة هاتفية من داخل مقر جهاز أمن الدولة بالمقدم عصام القمري أحد المشاركين في قتل الرئيس السادات وطلب لقاءه في زواية بمنطقة الكيت كات وبالفعل حضر القمري وكانت في انتظاره قوات العمليات الخاصة تحت قيادة المقدم خيري طلعت والرائد محسن حفظي والرائد محمد الغندور وتم القبض عليه واقتياده إلى مبنى وزارة الداخلية في 25 اكتوبر1981. عصام القمري من مواليد القاهرة وكان رائدا سابقا بسلاح المدرعات بالجيش ثم مدرسًا بكلية القادة والأركان وظل في عمله حتى مارس 1981 حين كشفت المخابرات عن وجود تنظيم ديني داخل القوات المسلحة هرب من الخدمة العسكرية في 2 إبريل1981 وكان ضالعًا بعدة مهمات قبل القبض عليه أهمها الإستيلاء على التلفزيون المصري وكتيبة المدرعات المتمركزة في نادي المياه وعقب فشل العملية واكتشاف أمره لاذ بالهروب. العميد طلعت الذي شغل بعد ذلك منصب نائب مدير المنطقة الجنوبية –الصعيد- لقطاع الأمن المركزي قال إن أيمن الظواهري كان لديه الكثير من المعلومات التي فتحت الطريق أمام الأجهزة الأمنية للقبض على عصام القمري ومن بعده عبود وطارق الزمر وأن تلك المعلومات أسهمت في تخفيف الحكم عنه ليصبح عامًا واحدًا وبعد خروجه من السجن ظل الظواهري فترة طويلة يعمل مرشدًا لجهاز أمن الدولة المصري بهدف الكشف عن أي قيادات أو أعضاء هاربين من تنظيم الجهاد حتى انضمامه لتنظيم القاعدة في افغانستان. وبحسب بعض المصادر، تم تسليم القمري بعد استجوابه من قبل أجهزة وزارة الداخلية إلى المخابرات الحربية وظل هناك 26 يومًا وكشف وقتها عن المنتمين للتنظيم وأخرين ممن ساهموا في قتل الرئيس السادات وكان معظمهم ضباط. وحكم على القمري في القضية رقم191 بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، وفي يوم 17 يوليو 1988 الزنزانة ومن داخل الزنزانة رقم 20 في سجن ليمان طرة تمكن القمري من الهروب ومعه شخصين هما خميس مسلم ومحد الأسواني وتوجهوا جميعًا إلى إحدي الشقق في منطقة الشرابية إلا أن قوات الامن تمكنت من رصد ومحاصرة الشقة يوم 25 يوليو 1988 فألقوا ثلاثتهم عبوات ناسفة على قوات الأمن التي تعاملت بالرصاص الحي ما أسفر عن عن مقتل عصام القمري وتمكن الاثنان الآخران من الهرب، إلا أن قوات الأمن تتبعتهم وفي يوم 9 أغسطس 1988 تم القبض على محمد الأسوانى واعترف على مكان خميس مسلم الذى حاول الهرب للمرة الثالثة أثناء اعتقاله فأردته الشرطة قتيلا.