قال المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، إن العاصمة في إطار سعيها الحثيث لتطوير أسطول النقل العام وتحديث مركباته، تهدف في المقام الأول إلى توفير وسائل مواصلات مريحة وبأسعار متعددة تناسب شرائح المجتمع المختلفة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود التي أعقبها ارتفاع في أسعار وسائل النقل الخاصة بصورة تجاوزت قدرة بعض شرائح المجتمع. وأضاف المحافظ أن معاناة القاهرة من التكدس المروري نتيجة كثرة السيارات الخاصة التي تسير في شوارعها، وهو الأمر الذي يزيد نسب التلوث بها، ما جعلها تحاول توفير وسائل مواصلات عامة جديدة بها مميزات هذه السيارات لتكون بديلًا مناسبًا لجذب مستخدمي السيارات الخاصة وتشجيعهم على تقليل الاعتماد عليها. وأشار عبد الحميد إلى أن هيئة النقل العام تعتمد في التطوير على ميزانيتها الخاصة، وكذلك على الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير وسائل ذات كفاءة عالية وإمكانيات حديثة ومميزة. ولفت المحافظ إلى أن أتوبيسات النقل العام الجديدة (ميدي باص 27 راكبا) التي تسيرها شركة مواصلات مصر وهي إحدى شركات النقل الجماعي المتعاقدة مع هيئة النقل العام لتنفيذ مشروع النقل الجماعي الذكي تخضع لرقابة المحافظة للتأكد من تقديمها الخدمات المميزة المتعاقدة عليها والالتزام بخطوط السير المحددة من قبل هيئة النقل العام وكذلك التعريفة المقررة. وأوضح أن الأتوبيسات الجديدة التي تسيرها الشركة بشكل تجريبي في خط مطار القاهرة دوران شبرا تتميز بالخدمات العالية التي تقدمها من تذاكر إلكترونية تبلغ قيمتها في التشغيل التجريبي 5 جنيهات وبها خدمة الإنترنت wifi ومكان USB لشحن الموبايل، وسماعات بجوار كل كرسي ليستمع الراكب للإعلانات المعروضة دون إزعاج باقي الركاب، وكذلك توجد شاشة LCD وتتميز بارتداء سائقيها زيًا رسميًا موحدًا وبها كاميرات لمراقبة الأتوبيس من الداخل لضمان أمان الركاب، بالإضافة إلى أن كل السيارات مكيفة ولكل راكب مقعد مخصص ولا يسمح فيها بالوقوف نهائيًا، وبالتالي يمكن للسيارة عدم الوقوف في إحدى المحطات في حالة اكتماله العدد وعدم نزول أي راكب. ونوه المحافظ بأنه جار تجهيز هذه السيارات لتعمل من خلال منظومة الكارت الذكي المسبوق الدفع للتذاكر والتي تتواكب والتوجه العام للدولة للتحول نحو المجتمع اللانقدي. من جهته، قال الدكتور هشام طه، الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات مصر، إن دراسة الجدوى التي أجرتها الشركة قبل تنفيذ المشروع وجدت أن هناك حاجة ماسة لوجود وسائل نقل حضارية مزودة بأنظمة تكنولوجية في القاهرة كمثيلاتها في كل عواصم العالم وتستهدف بشكل أساسي إغراء أصحاب السيارات الخاصة بترك سياراتهم واستخدام وسائل النقل العام. وأضاف طه أن الأتوبيسات الجديدة ستستخدم تطبيقًا ذكيًا يتم تداوله لأول مرة في مصر يوضح للعميل خط سير الرحلة ووقت الوصول وجميع بيانات السيارة والسائق لتوضح له جميع الخيارات المطروحة لاتجاه الرحلة. وأكد أنه تم اتباع نظام دقيق للصيانة اليومية الدورية للمركبات للتأكد من عملها بكفاءة بجميع الأجهزة الملحقة بها وتقديم الخدمات على أعلى مستوى، كما تم إعداد برامج تدريب للسائقين وأغلبهم من الشباب على التعامل مع الأجهزة الملحقة بالسيارة، وكذلك على حسن التعامل مع المواطنين والالتزام الدقيق بالمواعيد وخطوط السير.