تنطلق غدًا السبت بطولة كأس القارات في نسختها العاشرة، بمشاركة 8 منتخبات، 6 منها تمثل أبطال القارات، بالإضافة إلى ألمانيا، بطلة العالم، وروسيا البلد المستضيف. ,و تتكون البطولة من مجموعتين حيث تضم المجموعة الأولى روسيا، نيوزلندا، البرتغال، والمكسيك، بينما يتواجد في الثانية تشيلي، وأستراليا، وألمانيا، والكاميرون. وتواجه البطولة مستقبلًا مجهولًا بعد نسخة روسيا 2017 التي قد تكون الأخيرة في تاريخ المسابقة ، حيث أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بدأ في دراسة بدائل أكثر جاذبية وأرباحًا ابتداءً من 2021 . وبخلاف النسخة السابقة في البرازيل 2013 والتي عرفت انتعاشًا واضحًا لكن كأس القارات لم تعرف الاهتمام المنتظر إعلاميًا وجماهيريًا منذ احتضناها من طرف الفيفا بداية من 1997 بعد ميلاد البطولة وديًا في السعودية في نسختي 1992 و1995 وذلك بجمع أبطال القارات الستة إضافة إلى البلد المستضيف في بطولة واحدة . ومنذ نسخة 2001 في كوريا الجنوبية واليابان بدأ "الفيفا" في محاولة استغلال كأس القارات تنظيميًا واستراتيجيًا وذلك بمنح تنظيمها للبد الذي سيستقبل كأس العالم بعد سنة ، وذلك من أجل منح البلد المستضيف للمونديال فرصة تجريب قدراته التنظيمية وأخذ خبرة معتبرة في بطولة مصغرة مكونة من مجموعتين مثل كأس القارات ، لكن ومع وصول السويسري جياني إنفانتينو إلى سدة الرئاسة في الاتحاد الدولي "فيفا" منذ سنة 2016 فلم يعد مستقبل كأس القارات مضمونًا وسط التطوير والتجديد التي بدأ على مستوى بطولات "الفيفا" الدولية . ويدرس "الفيفا" مقترحات جديدة لتطوير كأس القارات أو إلغائها نهائيًا وذلك بمنح البلد المستضيف لكأس العالم فرصة تنظيم كأس العالم للأندية في السنة التي تسبق المونديال من أجل اختبار قدراته النظيمية وأخذ خبرة أكبر ، حيث أصبح من شبه المؤكد أن "الفيفا" لن يعود لتنظيم كأس القارات بصيغتها الحالية في 2021 وسط العزوف الكبير الذي عرفه اقتناء التذاكر والذي لم يبلغ حتى نسبة 50% قبل أيام على انطلاق البطولة المقبلة في روسيا . ومن الجانب المادي "الفيفا" يحقق أربحًا صافية لا تكاد تذكر من تنظيم كأس القارات ب 13 مليون دولار من آخر بطولة في البرازيل سنة 2013 ، مع صرف 70 مليون دولار على تنظيم البطولة التي لم تدر أرباحًا أكثر من 83 مليون دولار أخذًا بعين الاعتبار أن نسخة 2013 عرفت أكبر حضور جماهيري في تاريخ المسابقة بمعدل 50 ألف متفرج في المباراة . وسيكون "الفيفا" مجبرًا على إحداث تغييرات جذرية على كأس القارات أو إلغائها ابتداءً من نسخة 2021 التي لم يتم المصادقة بعد على تنظيمها في قطر بعد على الرغم من فوزها بتنظيم كأس العالم 2022 ، حيث أن تأجيل موعد المونديال لشهر نوفمبر بسبب حرارة طقس فصل الصيف سيجبر "الفيفا" على تأجيل موعد كأس القارات كذلك أو نقلها لبلد آسيوي آخر أو إلغائها على الإطلاق مع منح قطر فرصة تنظيم كأس العالم للأندية 2021 في ديسمبر لاختبار قدراتها التنظيمية