افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس السبت، أولى حلقات ملتقى " الشباب" بمركز التعليم المدني بالجزيرة تحت عنوان: "الأخلاق والقيم والمواطنة"، بحضور لفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة وأئمة الأوقاف ، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية. في إطار التعاون والتنسيق بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة والتليفزيون المصري من أجل الإسهام في تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفكر المتطرف. وحمل موضوع الحلقة الأولى عنوان "طاقات الشباب وتعظيم الاستفادة منها"، حاضر فيها وزير الأوقاف، والدكتور هشام عبد العزيز مدير عام شئون القرآن، ومصطفى حرز الله منسق التعليم المدني بالأقصر، وقدم لها الإعلامي علاء بسيوني نائب رئيس التليفزيون المصري. وفي بداية اللقاء وجه وزير الأوقاف التهنئة للحضور والشعب المصري كله والأمة العربية والإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك ، سائلًا الله (عز وجل) أن يعيده علينا جميعًا بالخير واليمن والبركات. كما وجه الوزير شكره وامتنانه إلى وزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، مشيدًا بمستوى التعاون البناء بين الوزارتين ، الذي كان من ثماره عودة هذا الملتقى الفكري في ثوبه الجديد ، بعد النجاح الذي حققه في العام قبل الماضي، مشيرًا إلى أن تحديد عنوان الملتقى هذا العام " الأخلاق والقيم والمواطنة " جاء ترسيخا للجانب الأخلاقي والسلوكي لدى المجتمع. كما أشار وزير الأوقاف إلى أن تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم مطلب ديني ووطني، وكان هذا دأب النبي (صلى الله عليه وسلم) في اختيار القادة من الشباب ، فقد أسند (صلى الله عليه وسلم) قيادة الجيش إلى أسامة بن زيد (رضي الله عنهما) في إحدى الغزوات وفي الجيش من هو أكبر منه سنًّا كأبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) وغيرهما. وأكد أهمية تنشئة الشباب على قيم الدين الحنيف ، مستشهدًا بحديث السبعة الذين يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ، ومنهم: (شَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ الله )، فالأمم تستمد قوتها من قوة شبابها ، موضحًا معاليه أن الوزارة تقدم الدعم للشباب لأن هذه المرحلة العمرية هي مرحلة البناء الفكري والعلمي والعقلي ، مشيرًا إلى أن من يتابع عدد الخطب التي قدمت في وسائل الإعلام يجد أن الشباب لهم الدور الأعظم في إعدادها ، فقد أخذوا فرصتهم كاملة ، مع الأخذ في الاعتبار أننا نحتاج بجانب طاقة الشباب إلى خبرة الشيوخ. وأوضح أن الشباب الآن في وزارة الأوقاف يتحملون الجانب الأكبر في الديوان والمديريات , فمعظم النتاج العلمي للوزارة هو ثمرة عقول شبابها الحاصلين على درجة الدكتوراه ، ومن ذلك : كتاب (موسوعة الدروس الأخلاقية) ، وكتاب (الإسلام يتحدث عن نفسه)، وكتاب (ضلالات الإرهابيين وتفنيدها) ، وقد قررت وزارة الأوقاف أن تكون خاطرة التراويح هذا العام على مدار الشهر الكريم حول القيم والأخلاق الراقية ، مشيرًا إلى أن العلاقة بين شباب الوزارة وشيوخها ، علاقة تعاون وتكامل وليست تنافرا. ومن جانبه أشار الدكتور هشام عبد العزير مدير عام شئون القرآن الكريم بالوزارة إلى أن الأمة المصرية منذ عهد الفراعنة وحتى الآن قائمة على سواعد شبابها. وحول الفرق بين تصويب الخطاب الديني وتجديده أوضح أن التجديد يعني التطوير ، أما التصويب فهو يدل على تصحيح الأخطاء الفكرية التي علقت بالخطاب الديني على مر السنين بسبب الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية ، ومن ثم فإن المعادل الموضوعي الدقيق الذي يجسد المشكلة هو تصويب الخطاب الديني وليس تجديده. ومن ناحيته دعا مصطفى حرز الله إلى ضرورة تضييق الفجوة بين المسئولين والشباب ، داعيا إلى النزول إليهم في مراكز الشباب والأحياء الشعبية والمناطق المهمشة، مع حتمية مناقشة القضايا التي تهم الشباب ، وحثهم على التمسك بالأخلاق والقيم ، مشيرًا إلى أن الخطأ هو ترك المساحات الواسعة للإعلام الهدام.