يواجه الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، أكبر اختبار منذ عقد من الزمان منذ توليه السلطة في جورجيا فيما توجه مواطنوه يوم الاثنين للأدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية تخيم عليها فضيحة انتهاكات في سجن عززت اتهامات للحكومة بممارسة القمع. ويقول ساكاشفيلي الذي تولى الرئاسة بعد الثورة الوردية في عام 2003، وقاد البلاد الى حرب كارثية قصيرة ضد روسيا في عام 2008 أن منافسه الرئيسي بيدزينا ايفانشفيلي سيوجه الجمهورية السوفييتية سابقًا في مسار بعيد عن الغرب ويقربها أكثر من موسكو مرة أخرى. ويأمل ايفانشفيلي وهو مليونير يبلغ حجم ثروته نحو نصف حجم اقتصاد جورجيا في أن تقنع فضيحة السجن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد بأن ساكاشفيلي أصبح زعيما غير ديمقراطي يتعثر بشأن الحقوق والحريات. وأدى تسجيل فيديو يعرض لقطات لتعذيب وضرب وانتهاك جنسي لسجناء بأحد سجون العاصمة الى احتجاجات في الشوارع بعد ان بثته قناتان تليفزيونيتان. وقوضت هذه اللقطات صورة الرئيس كاصلاحي فرض سيادة القانون وقضى على الفساد بعد الحقبة السوفييتية. وقالت ناتيلا جورجوليا (68 عاما) خارج مركز اقتراع في مدرسة بالعاصمة "انني أصوت ضد العنف وانتهاك الحقوق - كيف يمكن أن أفعل العكس بعد ما شاهدناه جميعا في التليفزيون؟". وقالت إنها ستصوت لصالح حركة الحلم الجورجي التي تضم ستة أحزاب وينتمي اليها ايفانشفيلي. وتبشر هذه الانتخابات بتغييرات دستورية ستؤثر على أي قيادة في المستقبل. ويجب أن يتنحى ساكاشفيلي (44 عاما) بعد انتخابات رئاسية في العام القادم عندما تضعف الاصلاحات دور رئيس الدولة وتمنح المزيد من السلطات للبرلمان ورئيس الوزراء. لكن إذا احتفظ حزب الحركة الوطنية المتحدة بسيطرته على البرلمان فقد يمنحه هذا وسيلة ليظل مسئولاً عن البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 4.5 مليون نسمة وهي مسار مهم لنقل الغاز والنفط إلى الغرب. وقال توماس دي وال الخبير في شئون منطقة القوقاز بمعهد كارنيجي للسلام الدولي "إضافة الى كونها (الانتخابات) سباقًا للبرلمان فهي انتخابات ظل للرئاسة أيضًا". وسلط ساكاشفيلي الضوء على أهمية التصويت بعد أن أدلى بصوته مع زوجته وأصغر أبنائهما وقال "مصير هذه الدولة سيتقرر اليوم". وأضاف أن التصويت سيؤثر "ليس فقط على هذه الأمة وإنما على ما يحدث للحلم الأوروبي... ما يحدث لفكرة الديمقراطية... ما يحدث لفكرة الإصلاحات في هذا الجزء من العالم". ويريد كثير من الجورجيين الاستقرار السياسي والاقتصادي. وينمو الاقتصاد - الذي تأثر بحرب عام 2008 والأزمة المالية العالمية - من جديد منذ عام 2010 لكن معدل التضخم سيبلغ على الارجح ما بين 6 و7 في المائة هذا العام. وقال جورجي اوجريخيلدزه (76 عامًا) "أدليت بصوتي للسلام والاستقرار... أريد أن تنفذ هذه الحكومة ما بدأته". وقال مراسل لرويترز إن التصويت بدأ في الساعة 0400 بتوقيت جرينتش باصطفاف الناخبين أمام العديد من مراكز الاقتراع في العاصمة تفليس. وقال العديد من مؤيدي ساكاشفيلي ان هذه الانتخابات قد تحدد أن كانت جورجيا ستقترب أكثر من روسيا أم تظل حليفا للولايات المتحدة.