قال الخبير العسكرى السعودي أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، إن زيارة تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية للملكة العربية السعودية تأتى بعد 5 شهور من مشاركتها في قمة مجلس التعاون الخليجى بالمنامة ديسمبر الماضى، عقب جولة لها بعدد من دول الخليج للبحث عن تحالفات اقتصادية جديدة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف عشقى فى تصريحات ل"صدى البلد" أن هذه الزيارة تبحث بشكل كبير التعاون والتنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب لافتا إلى أن هناك تعاونا بين البلدين فيما يخص رصد وتتبع تحركات المتطرفين مؤكدا أن المملكة سبق لها ومدت بريطانيا بمعلومات عن عمليات إرهابية مزمع تنفيذها ببريطانيا وهو ما ساهم فى إنقاذ آلاف الأبرياء وقد اعترفت بريطانيا بهذا الدعم عندما نكست إعلامها حين توفى الله الملك عبد الله بن عبدالعزيز. وأشار الخبير العسكرى السعودي إلى أن "ماى" تريد من الزيارة أيضا تنشيط وتجديد علاقات بريطانيا بأصدقائها وحلفائها فى المنطقة واستعادة دورها خاصة فى البلاد التى كانت من ضمن مستعمراتها وهى اليمن والعراق والخليج وتحديدا فى ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات. كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكدت قبل يوم من زيارتها المقررة إلى السعودية غدا الثلاثاء وبعد غدا الأربعاء، أهمية المملكة كحليف مهم في مكافحة الإرهاب وكذلك في المجال الاقتصادي، بحسب ما جاء في شبكة سكاي نيوز الإخباري. وفى بيان صادر عن مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، أن الزيارة تأتي "لتؤكد مكانة السعودية كحليف قريب ومهم، وأن بريطانيا ستواصل التعاون الوثيق معها في عدد من المجالات، وخصوصا في مكافحة الإرهاب، حيث التعاون البريطاني-السعودي في هذا المجال حيوي جدا". ونقل البيان قولها: "من الواضح أن مساعدة الأردن والسعودية في مواجهة التحديات في المنطقة وجعلها أكثر استقرارا، وتطبيق برامج الإصلاح الطموحة لضمان استقرارهما، تصب في مصلحة أمن وازدهار المملكة المتحدة". وفيما يتعلق بالتجارة، قال البيان إن ماي "ستبحث سبل توطيد الروابط القوية جدا القائمة أصلا بين البلدين، حيث تعتبر السعودية حاليا أكبر شريك بريطاني للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط". وأشار البيان إلى أنه في عام 2015 بلغت قيمة الصادرات من السلع البريطانية إلى المملكة 4.67 مليار جنيه إسترليني، بينما بلغت الصادرات من الخدمات 1.9 مليار جنيه". وقالت ماي "إن هناك الكثير مما يمكننا عمله معا في المجال التجاري، حيث هناك فرص هائلة تساهم من خلالها الاستثمارات السعودية في تقوية الاقتصاد البريطاني".