أكدت الصين اليوم أنها تقوم مع الولاياتالمتحدة بجميع الترتيبات اللازمة لضمان النجاح التام للقاء القمة الأول بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ، والذي سيتم عقده في ولاية فلوريداالأمريكية في الأسبوع المقبل. وقال نائب وزير الخارجية الصينى تشنغ تسى قوانغ - في مؤتمر صحفى عقد بمقر وزارة الخارجية الصينية صباح اليوم - إن الصين تأمل في أن يحدد اللقاء الذي سيتم بين قادة البلدين - خلال زيارة شي للولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة القادمين - المسار الذي سيتم اتباعه لتطوير العلاقات الثنائية في المستقبل. وأشار إلى أنه في ضوء التغييرات العميقة والمعقدة التي تشهدها الأوضاع الدولية حاليا ، تأتي أهمية هذا الاجتماع الذي من المتوقع أن يرسم الاتجاه الذي ستأخذه العلاقات الصينيةالأمريكية في الحقبة القادمة في ظل وجود إدارة جديدة في البيت الأبيض بهدف تنمية العلاقات الثنائية بطريقة صحية ومستقرة من نقطة انطلاق جديدة تسهم في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأجمعه . ووفقا لتشنغ فإن الرئيسين الصيني والأمريكي سيتبادلان - خلال محادثاتهما - وجهات النظر بشكل متعمق حول العلاقات والشئون الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل وتوسيع التعاون الثنائي. ونوه تشنغ للتوافق الهام الذي كان شي وترامب توصلا إليه خلال محادثتهما الهاتفية والرسائل المتبادلة بينهما على مدى الشهور الماضية، مشيرا إلى أن الجانبين يعتقدا إنه بإمكانهما أن يكونا شريكين جيدين، مؤكدا ضرورة تمسكهما بمبادئ عدم الصراع، وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل، والتعاون المشترك في تعزيز علاقاتهما. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ قد أكد أن الصين على استعداد للعمل مع الولاياتالمتحدة لتوسيع مجالات التعاون والتعامل بشكل صحيح مع أي خلافات اقتصادية وتجارية من خلال الحوار على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، وذلك في تصريحات أدلى بها أمس تعليقا على التقارير الاعلامية التى تشير إلى أن القضايا الاقتصادية والتجارية ستكون أحد الموضوعات الرئيسية للقاء القمة الصيني الأمريكي. كما قال لو إنه خلال السنوات ال 38 الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصينوالولاياتالمتحدة، نمت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين بشكل كبير، مما حقق فوائد ملموسة لدوائر الأعمال والمستهلكين ، وأشار إلى أنه استنادا إلى الإحصاءات الرسمية، فإنه في عام 2016، بلغ الحجم الإجمالي للتجارة السلعية بين الصينوالولاياتالمتحدة 519.6 مليار دولار أمريكي، وهو رقم أعلى 207 مرة من ذاك المسجل في عام 1979، الذي شهد إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأكد المتحدث أن الصين تعد حاليا من أسرع الأسواق نموا بالنسبة لصادرات الولاياتالمتحدة ، وقال إنه كثيرا ما تتحدث الولاياتالمتحدة عن عدم التوازن في الميزان التجاري بين البلدين، ولكن الواقع يقول إن الشركات الأمريكية العاملة في الصين هي المسئولة عن نحو 40 في المائة من الفائض التجاري الصيني مع الولاياتالمتحدة ، كما ردد ما نقله من قبل عن إحصاءات صادرة عن مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، والتي أشارت إلى أن التعاون في التجارة والاستثمار بين الولاياتالمتحدةوالصين خلق نحو 2.6 مليون وظيفة أمريكية في عام 2015. وقال إنه لا يمكن إنكار أن الصين استفادت كثيرا من تعاونها الاقتصادي والتجاري مع الولاياتالمتحدة ، وقال إن التقدم الهائل الذي أحرزته الصين منذ بدء مسيرتها نحو الإصلاح والانفتاح يعزى إلى تعاونها مع الولاياتالمتحدة وغيرها من بلدان المجتمع الدولي. وأعرب عن اعتقاده بأن السبيل الأفضل لتحقيق النفع للشعبين الصينى والأمريكي هو أن تعمل الدولتان معا لتوسيع نطاق المصالح المشتركة بينهما بدلا من اضاعة الوقت فى الحديث عن أى طرف منهما استفاد من علاقتهما الاقتصادية والتجارية أكثر من الآخر.