عيد الشرطة .. لم يكن يوم " الجمعة " الخامس والعشرين من يناير عام 1952 يوماً عادياً فى تاريخ مصر مع الأحتلال البريطانى ، ولكنه كان شاهداً على بسالة وشجاعة أكثر من 850 من رجال الشرطة الأوفياء .. حينما رفضو تسليم محافظة الإسماعيلية للمحتل البريطانى ، رغم قلة عددهم وضعف أسلحتهم مقارنتاً بالمهاجمين الذى بلغ عددهم 7 ألاف جندى مدججين بالسلاح والمدفعية ، فسقط العديد من القتلى بلغ خمسون ومئات الجرحى. هذا اليوم أكتسب خصوصية وأهمية كبيرة بالنسبة لأهالى الإسماعيلية الذين تكاتفوا وتوحدوا لمقاومة المحتل ، فأصبح هذا اليوم عيداً لمحافظة الإسماعيلية والشرطة المصرية ولكل المصريين ، ونتيجة لهذه البطولات الخالدة، فقد أقامت ثورة يوليو 1952 نصباً تذكاريا بمبني بلوكات النظام بالعباسية تكريماً لشهداء الشرطة، وهو عبارة عن تمثال رمزي لأحد رجال الشرطة البواسل، الذين استشهدوا خلال الصمود في الإسماعيلية. ثورة 25 يناير .. فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 خرجت مجموعات غير منظمة من الشباب تطالب بالعدالة الاجتماعية ، فكانت لها الشرطة المصرية بالمرصاد ففرقت أعتصامهم بالقوة .. ليعاود الشباب الكرت مرةً أخرى فى اليوم التالى مما دعا الشرطة لإستخدام العنف مع المتظاهرين الذى بدأت أعدادهم فى التزايد بشكل واضح ،، فينتقل المشهد لبورسعيد الملتهبة بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الامن التى أستخدمت الطلقات الحية فسقط أول قتيل !!! زادات شرارة الثورة وبدأت التيارات والتنظيمات المختلفة فى المشاركة بقوة فى المظاهرات ، فتحولت المحافظات المصرية إلى كتلة من اللهب مابين المتظاهرين وقوات الامن التى فضلت الانسحاب من المعركة عندما رأتها خاسرة .. عندئذ نزل الجيش إلى الشوارع لتأمين البلاد !! فكانت الحصيلة 1000 شهيد وألاف الجرحى والمصابين بدرجات متفاوتة وصلت لحد الإعاقة نتيجة الإصابة بالرصاص الحى ، عندها قرر الرئيس مبارك " التخلى " عن السلطة بعد 18 يوم فى مشهد تاريخى سيجله التاريخ بحروف من نور .. بعد سقوط أقوى الأنظمة المستبدة فى الشرق الأوسط التى حكمت شعبها بالحديد والنار ، ولم يكتفى نظام مبارك الفاسد بالقسوة على شعبه بل قام بنهب ثروات ومقدرات مصر وحولها الى الخارج ضمن أكبر عملية فساد فى تاريخ مصر الحديثة. الاحتفال ب25 يناير شرطي أم ثورى فى الخامس والعشرين من يناير عام 1952 سالت دماء الشرفاء من رجال الشرطة دفاعاً عن أرض الكنانة ، وفى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 كان بداية ثورة سالت خلالها دماء الشباب الطاهر ضد الظلم والاستبداد .. فأيهما نحتفل به بعد شهور قليلة ؟؟؟ وهل نستطيع أن نحتفل بهما سوياً ؟؟؟